الدكتورة نوال السعداوي.. كرست حياتها لمحاربة الختان والدفاع عن المرأة
السبت ٠٦ - أبريل - ٢٠٢٥
استمدت من والدها احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود، فكرست حياتها للعمل كطبيبة، والدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام
والمرأة بشكل خاص ، إنها الدكتورة نوال السعداوي طبيبة الأمراض الصدرية والطب النفسي والروائية التي ألفت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، اشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث
ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931 في عائلة تقليدية ومحافظة بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، كانت الطفلة الثانية من بين تسعة أطفال خُتِنَتْ في السادسة من عمرها
أصرّ والدها على تعليم جميع أولاده، كان والدها مسؤولاً حكومياً في وزارة التربية والتعليم، وكان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان كما شارك في ثورة 1919
وكعقاب له تم نقله لقرية صغيرة في الدلتا وحرمانه من الترقية لمدة 10 سنوات
تخرجت نوال من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة، تخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني
خلال عملها طبيبةً لاحظت المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري، ففي أثناء عملها طبيبةً في مكان ميلادها بكفر طحلة، لاحظت الصعوبات والتمييز الذي تواجهه المرأة الريفية
ونتيجةً لمحاولتها للدفاع عن إحدى مرضاها من التعرض للعنف الأسري، نُقلت مرة أخرى إلى القاهرة، لتصبح في نهاية المطاف المدير المسؤول عن الصحة العامة في وزارة الصحة
في عام 1972 نشرت كتاب بعنوان المرأة والجنس، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة
أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسي للموجة النسوية الثانية، وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطة السياسية أقيلت نوال من مركزها في وزارة الصحة
لم يكتف الأمر على ذلك فقط فكلفها ذلك أيضا بمركزها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد في نقابة الأطباء
شغلت نوال العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي
كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة
وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات، وعملت فترة رئيسة تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية
تُعدّ نوال السعداوي من الشخصيات المثيرة للجدل والناقدة للحكومة المصرية، ففي عام 1981 ساهمت نوال في تأسيس مجلة نسوية تسمى «المواجهة»، وفي 6 سبتمبر 1981
حُكم عليها بالسجن في عهد الرئيس محمد أنور السادات،سجنت في سجن النساء بالقناطر لمدة ثلاثة أشهر، وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير «مذكراتي في سجن النساء» عام 1983
ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصلة مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها إمراة عند نقطة الصفر عام 1975
نتيجة لآرائها ومؤلفاتها رُفعت العديد من القضايا ضدها من قبل الإسلاميين، ووُجهت لها تهمة «ازدراء الأديان»، كما وُضع اسمها على ما وُصفت بـ«قائمة الموت للجماعات الإسلامية» حيث هُددت بالموت
وفي عام 1988 سافرت خارج مصر، قبلت عرض التدريس في جامعة ديوك وقسم اللغات الأفريقية في كارولاينا الشمالية وأيضا جامعة واشنطن
شغلت نوال العديد من المراكز المرموقة في الحياة الأكاديمية سواء في جامعة القاهرة داخل مصر أو في هارفرد، جامعة ييل، جامعة كولومبيا
جامعة السوربون، جامعة جورج تاون، جامعة ولايه فلوريدا، أو جامعة كاليفورنيا في خارج مصر، رجعت نوال إلى مصر بعد 8 سنوات أي في عام 1996، وتوفيت في 21 مارس عام 2021


