ذات يوم 15 أغسطس 1970.. إسرائيل تحتج دوليا بسبب معجزة الدفاع الجوى المصرى بعمل القفزة الأخيرة

الخميس ١٥ - أغسطس - ٢٠٢٥
ذهب موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، ومعه رئيس الأركان «بارليف»، ومدير وزارة الخارجية، إلى مقر كبير المراقبين الدوليين
فى مظاهرة لتسليم احتجاج على مسألة «الصواريخ المصرية»، حسبما تذكر «الأهرام» يوم 15 أغسطس 1970
لم يكن تصرف «ديان» ووفده هو الوحيد فى اليوم الذى شهد «ضجة فى إسرائيل حول بطاريات الصواريخ المصرية» وفقا لمانشيت الأهرام الرئيسى
وإنما «جرت فى إسرائيل اجتماعات أحيطت بسرية كاملة، اشتركت فيها رئيسة الوزراء جولدا مائير، وديان، وأبا إبيان وزير الخارجية، وإيجال آلون نائب رئيسة الوزراء
وكبار الضباط فى هيئة الأركان، واستغرقت الاجتماعات طوال فترة الصباح ثم استؤنفت فى المساء، وامتدت إلى وقت آخر، وبالرغم من التكتم الشديد الذى أحيطت به المناقشات
إلا أن المصادر المسؤولة قالت إن البحث تركز حول «الموقف البالغ الصعوبة»، الذى نشأ من نقل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات إلى مواقع متقدمة جدا من قناة السويس
تضيف الأهرام، أن جريدة «ها آرتس» الإسرائيلية، قالت إن رئيسة الوزراء تكلمت بالتليفون مع جوزيف سيسكو مساعد وزير الخارجية الأمريكية فى واشنطن
لتعبر عن القلق الذى تشعر به إسرائيل من هذا الوضع الجديد، وفى الساعة الثامنة من مساء اليوم
قال متحدث عسكرى إسرائيلى إنه تم كشف بطارية صواريخ جديدة اليوم فى جبهة القناة، وأن أعمال الإنشاءات استؤنفت فى قواعد الصواريخ المصرية
هكذا كان الغضب والضجة الكبرى فى إسرائيل مما يجرى من بطولات الجيش المصرى على خطوط القتال الأمامية، فما أسرار ذلك؟
وكيف عبرت عن مدى إصرار مصر على خوض معركة تحرير الأرض التى احتلتها إسرائيل فى 5 يونيو 1967؟
يكشف الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية وقتئذ، فى مذكراته حرب الثلاث سنوات.. 1967 - 1970
أنه حين تلقت مصر الصياغة النهائية لمبادرة وزير الخارجية الأمريكية «روجرز» يوم 20 يوليو 1970
لوقف إطلاق النار على جبهات القتال بين مصر وإسرائيل ثلاثة شهور
اجتمع به الرئيس جمال عبدالناصر، ويؤكد أن الرئيس ناقشه فى الموضوع من وجهة نظر القوات المسلحة
يكشف «فوزى»: كانت مناقشتى مع الرئيس هى بداية تفكيرى فى كيفية زحزحة حائط الصواريخ إلى شاطى القناة قبل وقف إطلاق النيران مباشرة
وهنا عزمت على إتمام العملية فى الليلة السابقة لوقف إطلاق النيران
ويؤكد فوزى: كان عزمى هذا معتمدا على قدرة وإمكانيات رجال الدفاع الجوى، فى تحقيق مثل هذا التحرك لما لديهم من خبرة عملية سابقة
فى دفع كمائن الصواريخ إلى الشاطئ بعد الغروب والعودة بها فى فجر اليوم التالى
يكشف فوزى: عند معرفتى بتاريخ وقف إطلاق النيران بعد 6 أغسطس 1970، والذى تحدد ليكون الساعة الواحدة صباح 8 أغسطس 1970
أمرت قائد الدفاع الجوى «الفريق على فهمى» بعد ظهر 7 أغسطس بتحريك صواريخ النسق الأول كله للتجميع الرئيسى إلى شاطئ القناة
كما كنا نعمل فى عمليات الكمائن، وكانت هذه الدفعة تشمل نحو أربع عشرة كتيبة، دُفعت بعد غروب ليلة 7 أغسطس 1970
كانت فى محلاتها المخططة قبل الساعة الواحدة صباح يوم 8 أغسطس، ونجحت المعجزة وتم بناء تحصينات لها لأغراض الوقاية
واستكمال بقية المواقع الاحتياطية والتبادلية والهيكلية داخل التجميع الرئيسى للصواريخ، وتحققت المرونة والوقاية فى نفس الوقت لأكبر تجمع صواريخ شهده العالم فى منطقة جغرافية محدودة