الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
01:27:09am

أوروبا ترفض "ترامب الولاية الثانية" كحليف.. اتساع الفجوة بين الاتحاد الأوروبى وأمريكا بسبب سياسته

الأحد ١٦ - فبراير - ٢٠٢٥

في يوم من الأيام، سوف تتخلى الولايات المتحدة عن القارة القديمة"، يبدو أن نبوءة الرئيس الفرنسي السابق

شارل ديجول أصبحت حقيقة في عام 2025، فمع عودة دونالد ترامب "2" إلى البيت الأبيض

أغلقت واشنطن الباب أمام الأطلسية التي استمرت عقودا من الزمن، واضعة مصالحها في المقام الأول

 

وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها إن ترامب أصبح لديه رغبة فى السيطرة،

ويبدو أنه لا يحتاج إلى بروكسل لتحقيق ما يريده حتى لو كان ذلك يعني تغيير العالم

والروتين والعلاقات التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، وما بدا ثابتاً لا يتغير لم يعد كذلك

في المكتب البيضاوي الجديد بأى ثمن، كما هو الحال أيضا بالنسبة لأوروبا التى ترى ترامب 2 ليس بحليف

 

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أدار ترامب ظهره مرارا وتكرارا لأوروبا، ورفض إبلاغها بخطواته

أو الاستماع إلى رأيها في مسائل ذات أهمية كبيرة ، منها فرض الرسوم الجمركية، والمفاوضات

مع روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، والخطط لإجلاء سكان غزة من القطاع الفلسطيني

 

قمة باريس

 

ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فإن قادة أوروبا سيعقدون قمة خاصة في باريس بشأن الصراع

في أوكرانيا وذلك ردا على خطط ترامب لإنهاء الحرب بالشكل الذى يريده، ولم يعلن قصر الإليزيه

عن موعد القمة، مكتفيا بالإعلان بأنه "حاليا تجري محادثات بين كبار السياسيين الأوروبيين

بشأن اجتماع غير رسمي، ولكن هناك انباء أنها ستكون الاثنين

 

وهناك حالة من القلق لدى الأوروبيين حول خطط ترامب بإنهاء الحرب "فورا"، وطلبت

الحكومة الأمريكية من حلفائها الأوروبيين تحديد الأسلحة والقوات وأنظمة الأسلحة

التي يمكنهم تقديمها كجزء من ضمانات الأمن، لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا

وطلب من الدول تحديد عدد الجنود الذين يمكن إرسالهم إلى أوكرانيا كقوة لحفظ السلام أو برامج تدريب

للحفاظ على السلام بعد انتهاء النزاع، بالإضافة إلى مقترحات محددة حول شكل الترتيبات

القيادية الأوروبية لحفظ السلام

 

اتساع الفجوة التجارية بين الولايات المتحدة

وكانت الضربة الأخيرة التي تلقاها الاتحاد الأوروبي، الذي يتهمه بـ"عدم الإنصاف" تجاه الولايات المتحدة

في قضايا التجارة، هي الوعد بفرض رسوم جمركية رداً على ضريبة القيمة المضافة. ولم يتم تحديد الزيادة

بعد ولن تدخل حيز التنفيذ فوراً، لذا فإن التفسير العام هو أنها ستستخدم كأداة تفاوضية لتقليص

العجز التجاري الهائل الذي يسجله الاقتصاد الأمريكى

 

وتعكس البيانات المتعلقة بالتجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المفارقة المستمرة

التي ميزت استراتيجية ترامب الحمائية: فإغلاق العجز التجاري الذي تعاني منه البلاد هو هدف

بعيد المنال خلال فترة ولايته الأولى، ورغم الإجراءات الحمائية، ارتفع المعدل سنة بعد سنة مقارنة  

بالمستوى الذي سجله قبل وصوله إلى البيت الأبيض، وتحديدا، انتقلت البلاد من عجز

قدره 151.575 مليار دولار في عام 2017 إلى عجز قدره 182.579 مليار دولار في عام 2020

ثم، في عهد رئاسة جو بايدن، اتسعت الفجوة لتصل إلى مستويات قياسية

في عام 2024 عند 235.571 مليار دولار، مدفوعة بالطلب المتزايد على المنتجات الأوروبية

وكذلك من بقية العالم، حيث كانت الديناميكيات هي نفسها

 

ثم، في عهد رئاسة جو بايدن، اتسعت الفجوة لتصل إلى مستويات قياسية في

عام 2024 عند 235.571 مليار دولار، مدفوعة بالطلب المتزايد على

المنتجات الأوروبية، وكذلك من بقية العالم، حيث كانت الديناميكيات هي نفسها

 

وقال ماتياس بولمانز، خبير بلجيكي "إننا نواجه عزلة مرغوبة، وليست عرضية" من جانب ترامب

الذي اقترح بالفعل حربا تجارية مع الاتحاد الأوروبي خلال ولايته الأولى و"رفع بشكل جدي مطالبه

بمزيد من الأموال لحلف شمال الأطلسى" إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني

 

وأضاف الخبير، لقد توصل إلى استنتاج مفاده أنه من أجل أن تكون هناك أمريكا أعظم

كما يدعي في كثير من الأحيان، من الضروري أن نصبح نحن الباقين أصغر، أو أصغر

حتى لو كانت هناك علاقات قوية وطويلة الأمد بين جانبي المحيط

 

وفى السياق نفسه تستعد الشركات الأوروبية لضربة مالية من الحرب التجارية المحتملة مع الولايات المتحدة

في ظل تهديدات ترامب، بفرض رسوم جمركية جديدة، حتى أن مديري بعض الشركات حذروا من

الغموض الذي تسببت به تهديدات الرئيس الأمريكي، بشأن الرسوم التجارية، ما أثر على الخطط الاستثمارية  

كما أن الرد المحتمل من قبل الاتحاد الأوروبي على الرسوم الأمريكية سيوجه ضربة مزدوجة لهذه الشركات

فهذه الحرب التجارية قد تؤدي إلى أن الشركات الأوروبية ستستورد مستلزماتها

من دول أخرى، بما فيها الصين، والهند، وبعض دول أمريكا الجنوبية



موضوعات مشابهه