الأحد ١٤ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:49:12pm

الحرب.. نارٌ تحرق الجميع

الأحد ٠١ - يونيو - ٢٠٢٥

ما أقسى أن تستيقظ شعوب الأرض على أصوات الصواريخ بدلًا من تغريد العصافير، وما أفظع أن يُقتل الإنسان لا لذنبٍ اقترفه، بل فقط لأنه وُلد في وطنٍ يرفض العدوان أو يطلب الحرية!

إن الحرب، يا سادة، لا تميز بين عسكري ومدني، بين طفل وشيخ، بين مستقبل وأمل. الحرب تُطفئ المصابيح في العيون، وتترك وراءها الخراب، والدمار، والثكالى، واللاجئين، والتاريخ الممزق.

لقد علمتنا المآسي – شرقًا وغربًا – أن لا منتصر في الحرب إلا الخراب. فما الجدوى من أن يُبنى وطنٌ ثم يُهدم؟ أن تُزرع الأحلام ثم تُحرق؟ أن يُولد الأطفال ثم يُدفنون قبل أن يعرفوا الحياة؟
فالحرب لا تصنع كرامة، ولا تُعيد أرضًا بالدم وحده، ولا تبني مستقبلًا بالمقابر.

السلام.. أعظم انتصار

إن أعظم انتصار يمكن أن تحققه الشعوب ليس في سحق العدو، بل في كسر دائرة الدم والدمار، وبناء جسور التفاهم، واحترام الإنسانية، وصون كرامة الإنسان.
إن السلام هو الطريق إلى التنمية، إلى العلم، إلى الثقافة، إلى التقدم الحقيقي، لا إلى الجدران التي نبنيها على أطلال المدن.

تحية إلى مصر.. قلعة الاستقرار والحكمة

وفي خضم هذا العالم المشتعل، تقف مصر كالسد العالي في وجه الفوضى، حامية للسلام، داعية للحكمة، صوتها عاقل بين أصوات الصراخ، ورايتها خفاقة لا تُخفض.

إننا كمصريين نفخر بقوة جيشنا العظيم، الذي لم يكن أبدًا جيشًا معتديًا، بل هو درع الوطن وسيفه، جيش لا يُقاتل إلا دفاعًا عن الحق، وعن العرض، وعن الكرامة.

نفخر بقيادتنا السياسية التي تُدير الأزمات بالحكمة والعقل، لا بالانفعال والتهور. رئيس الجمهورية لم يجعل من الحرب بطولة زائفة، بل جعل من السلام بطولة حقيقية، ومن التنمية سلاحًا لمستقبل الأجيال.

دعاء القلب

اللهم احفظ مصر من كل شر، احفظ جيشها وقيادتها وشعبها. اللهم اجعلها واحة أمن وسلام، وارفع رايتها بالحق، وبارك في أرضها وأهلها.

د. فريد شوقي المنزلاوي
ابن الشعب
المفكر والمحلل السياسي



موضوعات مشابهه