الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:37:18am

السيسي والإرادة الحرة.. حين يغضب الكبار من استقلال القرار

الجمعة ١٦ - مايو - ٢٠٢٥

بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي المفكر والمحلل السياسي

من يتابع خريطة التحركات السياسية المصرية في السنوات الأخيرة، يُدرك أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمارس سياسة خارجية تقوم على مبدأ الاستقلال الكامل للقرار الوطني، دون انحناء لعواصف الضغط أو التلويح بالعقوبات، حتى لو صدر هذا الضغط من واشنطن نفسها.

الإدارة الأمريكية، التي اعتادت أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة في ملفات الشرق الأوسط، وجدت نفسها أمام رئيس عربي يقول “لا” بصوت عالٍ وواثق، حيث قالها تسع مرات – وربما أكثر – في وجه ضغوط أمريكية مباشرة، تتعلق بأوكرانيا وسوريا وفلسطين والبريكس، وحتى في ملفات السيادة الاقتصادية وقناة السويس.

قال “لا” عندما طُلب منه تصدير أسلحة لأوكرانيا.
قال “لا” عندما أُريد منه إغلاق مجاله الجوي أمام روسيا.
قال “لا” عندما طُلب منه فتح حدود سيناء لاستقبال المهجّرين من غزة.
قال “لا” عندما حاول ترامب فرض مشروع “رفييرا غزة”.
قال “لا” عندما طالبت أمريكا بمرور سفنها مجانًا في قناة السويس.

كلها مواقف تثبت أن الرئيس السيسي لا يخضع لوصاية، ولا يقبل أن يكون مجرد تابع في لعبة الأمم. ومن الطبيعي أن تُغضب هذه المواقف واشنطن، لأنها ببساطة اعتادت على رؤساء يُدارون من الخارج، لا رؤساء يتخذون قراراتهم بناءً على مصالح أوطانهم لا مصالح غيرهم.

إننا نشهد مرحلة غير مسبوقة من الندية السياسية، وعودة قوية للدور المصري المستقل، وهو ما لم يُعجب بعض العواصم الكبرى، التي تصورت أن بوسعها أن تملي إرادتها على الجميع. لكن القاهرة قالت كلمتها: “القرار المصري يُصنع في مصر، وليس في واشنطن أو تل أبيب”.

ولمن يسأل: لماذا يحاول البعض تشويه هذا الموقف؟ فالجواب بسيط. من لا يروق له استقلال مصر، سيعمل على ضرب هذا النموذج بأي وسيلة. فتبدأ ماكينة الشائعات، ويتم خلط الأوراق، ويُتهم القوي بالضعف، والمخلص بالخيانة، والصادق بالكذب. وهذا هو منطق أدوات الحرب الناعمة.

لكن الشعوب لا تُخدع طويلًا. والمصريّون اليوم أكثر وعيًا، وأكثر إدراكًا لما يجري حولهم. وقد آن الأوان أن نقف بوضوح إلى جانب مواقف قيادتنا، التي اختارت أن تضع الكرامة والسيادة في مقدمة أولوياتها، مهما كان الثمن.

ختامًا، لا يسعني كمفكر ومحلل سياسي، إلا أن أعرب عن تقديري وإعجابي الشديد بهذه المواقف الصلبة، التي ترفع رأس كل مصري وعربي. فالرئيس السيسي اليوم لا يمثل مصر فقط، بل يمثل مدرسة جديدة في السياسة العربية: مدرسة تقول “لا” حين تكون “نعم” خيانة.

#تحيا_مصر
#السيادة_قرار
#فلسطين_قضيتنا



موضوعات مشابهه