في عالم مليان تغيّرات وضغوط، بقت الصحة النفسية للشباب مش رفاهية، لكنها أساس حقيقي لأي نهضة.

الشباب هم الطاقة اللي بتحرك المجتمع، لكن الطاقة دي محتاجة توازن داخلي علشان تفضل منوّرة ومبدعة.

أولًا: يعني إيه صحة نفسية للشباب؟

الصحة النفسية مش معناها إن مفيش مشاكل أو ضغوط، لكن معناها إن الشاب يعرف يتعامل مع التحديات من غير ما ينهار.
يعرف يعبّر عن نفسه، يفرّق بين التعب الطبيعي وبين الإنهاك اللي محتاج راحة أو دعم.
الصحة النفسية هي القدرة على فهم الذات، وضبط المشاعر، والتفاعل مع الناس بشكل سليم.

ثانيًا: الشباب والمجتمع المدني.. علاقة بتبدأ من الوعي

المجتمع المدني مش مؤسسات بس، ده روح التعاون اللي بتخلي الناس تشتغل سوا لخدمة غيرهم.
لما الشاب يشارك في نشاط خيري، أو حملة توعية، أو مشروع بيخدم بلده، هو مش بس بيساعد الآخرين…
هو كمان بيعالج نفسه من جوه، بيحس بقيمته، وده بيقوي نفسيته جدًا.
المشاركة المجتمعية بتخلي الشاب يخرج من عزلة السوشيال ميديا لعالم فيه تواصل حقيقي.

ثالثًا: ليه المشاركة دي مهمة لصحة الشباب النفسية؟

لأنها بتخلق إحساس بالانتماء، وده بيدي طاقة إيجابية.

لأنها بتخلّي الشاب يحس إن له دور وتأثير، وده بيقوّي ثقته بنفسه.

لأنها بتقلل الإحساس بالوحدة والفراغ اللي بيسبب قلق واكتئاب.

ولأنها بتفتح مجالات جديدة للتعرف على ناس عندهم نفس الشغف والطموح.

رابعًا: إزاي نساعد الشباب يكون عندهم توازن نفسي ومشاركة حقيقية؟
نسمعهم من غير حكم أو سخرية.
نخلق مساحات آمنة للحوار والتعبير عن الرأي.
نربط الأنشطة المجتمعية بالاهتمامات اللي بيحبوها.
نعلّمهم إن طلب المساعدة مش ضعف، وإن الراحة النفسية حق زيها زي الأكل والنوم.

خامسًا: الشباب هم أمل التغيير
الشاب اللي متوازن نفسيًا هو اللي يقدر يبني، ويشارك، ويقود.
هو اللي بيحوّل الطاقة السلبية لطاقة عطاء.
هو اللي بيشوف في المجتمع مش مجرد مكان يعيش فيه، لكن مساحة يقدر يغيّر فيها ويترك بصمته.

الخلاصة:
الصحة النفسية للشباب والمشاركة في المجتمع المدني وجهين لعملة واحدة.
واحد بيقوّي التاني، وبدونهم الاتنين، مفيش مجتمع صحي ولا مستقبل مشرق.
لما نهتم بنفسية شبابنا، بنزرع جواهم الثقة، ولما نفتح لهم باب المشاركة، بنحصد وطن قوي وسعيد.

بقلم: دكتورة داليا خليل
اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان