القائمة الوطنية… حلمٌ جميل يُوشك أن يتحول إلى كابوس
الإثنين ٢٠ - أكتوبر - ٢٠٢٥
عندما وُلدت فكرة القائمة الوطنية، صدّقنا أنها بداية عهدٍ جديد،
عهد يُنصف الجميع، ويمنح الفرص لكل من حُرم من المشاركة،
عهد يجمع من فرّقتهم الجغرافيا أو القدرات،
فالقائمة وُجدت من أجل المصريين بالخارج، وذوي الهمم، والمرأة، والشباب…
لتكون جسرًا للعدالة السياسية والمواطنة الحقيقية.
لكن ما نراه اليوم يُدمي القلب
مرشح من الصعيد يوضع في قائمة الإسكندرية،
ومرشح من الإسكندرية يُزاح إلى قائمة شرق الدلتا!
كأن الوطن خريطة بلا وجدان، يُحرّكها من لا يدرك أن وراء كل دائرة ناسًا وأحلامًا وذكريات.
لقد كانت الفكرة نبيلة…
لكن التنفيذ تحوّل إلى عبثٍ يُهين المعنى، ويُحبط النفوس، ويُفرّغ التجربة من قيمتها.
من وضع هذه القوائم نسي أن السياسة ليست توزيع مقاعد،
بل بناء ثقة بين الدولة ومواطنيها،
ونسِي أن كسر الأمل أخطر من خسارة الانتخابات نفسها.
يا سادة…
ما يحدث الآن لا يليق بمصر التي علّمت العالم معنى الدولة،
ولا بشعبٍ ضحّى كثيرًا من أجل أن يرى العدالة والمشاركة.
ومن هذا المنبر،
أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي — الأب الكبير لهذا الوطن —
أن يتدخل لوقف هذا العبث،
فهو وحده القادر على تصحيح المسار، وإعادة الحلم إلى طريقه الصحيح.
لأننا لا نريد أكثر من وطنٍ منصف، وعدالةٍ تُشبه مصر.
د. فريد شوقي المنزلاوي


