القدر القليل من الإنصاف

الخميس ٢٧ - فبراير - ٢٠٢٥
صباح_مصري ،،،،،
القدر القليل من الإنصاف ،،،،،
روحك لها حمل ، روحك لها طاقة تُستنزف وتُنهك وقد تنتهي تماما مع مرور الوقت والمواقف التي تمر بها ، امر طبيعي سيارة تسير ينتهي وقودها فتعطل ، جسمك يذبل وينطفئ بريقه شيئا فشيئا حتّى تَعْتُم تماماوتعطل
الجسد قد يتعبه ويرهقه العمل الشّاق والسهر ، قد تفتكّ به الأمراض ويضعف من كثرة التّفكير ، نفس الحكاية الروح تفقد طاقتها مرحليا يعني شوية شوية ، لغاية لما تقل تماما قوتها لِتصل لمرحلة لا تقوى بعدها على مواجهة أقلّ وأضعف الظّروف والمواقف
أنّ فترات اليأس التّي تمر بها، من اكتئاب واستسلام لواقعٍ مرير دون مقاومة، ما هي إلَّا نتاج طبيعيّ بل وأمر متوقّع لمراحل من حياتك أرهقتك فيها كثرة العلاقات المؤذية، وأنهكتك فيها الفشل ليشعرك دوما بخيبة الامل لانه بالعقل .. كلّ المسافات التّي حاولت قطعها والأهداف التّي أردت بلوغها قد فشلت ، بل وقد تجرّعت مرارة الصبر وشربته و ارتويته حتي الثمالة ،
لقد ابتلعت مُرّ الكلام ، وأكثرالكلام تجريحًا ، مرات ومرات ، مِرارا وتِكرارا، قدّمت التّنازلات مرّة ومرات ، وتغافلت بما يكفي لإبقاء الود ،فماذا عساك أن تفعل بعد ذلك .
أحيانا قد تقابل أشخاصًا قد انغلقوا على أنفسهم غير مهتمين بشيء، تقيّدهم الهموم والمشاكل ، انكسارات متتالية حتّى اعتزلوا العالم الخارجي تماما ، تركوا ضجيجه ، احتموا إلى ركن بعيد ، أُرهقت أرواحهم بما يكفي ، ولا صبر لديهم ، أصبحوا غير قادرين حتي على مُواسَاة غيرهم ، مش عارفين حتي يطبطبوا على كتف أحد
أصبح فبهم من التّعب ما يكفي ليشغلهم ويبعدهم عن العالم كلّه، وصلوا لـمرحلة اللّاشعور، تغيّروا غصبا عنهم !، مش فارقً معاهم من اللي يعاتبهم أو يزعل منهم شغالين جلد في نفسهم بقسوة، بيحاولوا يخرجوا من الحالة ، لكنّ مش عارفين فين البداية ؛ ومع مرور الأيّام يُصبح على غير الحال! غير مهتم لشي، لم يعد قادرًا على كثرة التّبرير؛ بل وأكثر من هذا قد يكتفي بالصّمت ويتركنا نتحدّث دون أن يتكلم بحرف، وإن أثقلنا عليه يغادرنا صامتا متنازلا عن حقّه في الرّدّ.
الخلاصة
ان أقلّ تّقدير واحسان بمن تجمعنا بهم علاقة طيّبة أن نرأف بهم في أشدّ لحظاتهم ضعفا، نشعر بهم، ونحسّ بأرواحهم المرهقة والموجوعة
وكمْ من إنسان ملّ المشاكل الدائمة وكثرة اللّوم ورمي المسئوليّات عليه طيلة الوقت وفي كل الحالات، أتعبته كثرة التحكّمات والشّكوك. وأصبحنا نلومه بأنّه تغيّر،
انه لم يعد كما كان قبل ذلك ؛ لم يَعُد يتحمّل، وأصبح شاردا أغلب الأوقات، طالبا راحته في أمور أخرى تشغله حتي وأن كانت خارج المنزل .
ألا يستدعي هذا أن نفكّر ولو لمرّة بأن نراجع أنفسنا في طريقة تعاملنا وأسلوبنا معه!، أليس من الوارد أن تكون هي السبب ؟، بكلّ تأكيد لو نَملك القدر القليل من الإنصاف سندرك هذا، بعيدًا عن الأسباب الأخرى.
الحياة لا يمكن أن تستمرّ أبدًا كما نريد!، سبحانه تعالى لم يخلقنا نسخا متشابهة. فكثرة التّذمّر والعتب، وصبّ الغضب، وإلقاء التّهم، وإلصاق العيوب، ومحاولة السّيطرة على الطّرف الآخر لن تبني حياة سعيدة، فمن تحمّلك اليوم لن يتحمّلك غدًا، فما بالك بحياة طويلة قد تدوم لأعوام.
غدا صباح مصري جديد ،،،،،
د/سميرالنصري