الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:52:53am

الملك فيصل… فارس العروبة ومواقف لا تُنسى مع مصر

الجمعة ٢٨ - نوفمبر - ٢٠٢٥

بقلم: الدكتور . فريد شوقي المنزلاوي

 

هناك رجال يولدون ليكونوا صفحات مضيئة في تاريخ الأمة، ليس بأموالهم أو مناصبهم، بل بمواقفهم

التي تحفر أسماءهم في ذاكرة الشعوب. الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود — رحمه الله 

واحد من هؤلاء الرجال

 

وقوفه مع مصر… موقف الشرف والوفاء

حين مرت مصر بظروف عصيبة، كان فيصل حاضرًا ليس بالكلام، بل بالفعل

 موقفه في حرب أكتوبر 1973 مثال حي على الرجولة الحقيقية

 قرار قطع النفط عن الدول الداعمة للعدوان لم يكن خطوة سياسية أو اقتصادية فقط، بل رسالة للعالم كله

“كرامة العرب ليست للبيع… ومصر ليست وحدها”

 

هذا القرار لم يكن مجرد دعم لمصر، بل إعلان صادق بأن ما يجرح أحد الأشقاء هو جرح للجميع

وأن الكرامة العربية ليست للمساومة

 

قيم أصيلة… ورجولة تتعلم منها الأجيال

الملك فيصل لم يكن قائداً يتحدث عن الأخوّة فقط، بل عاشها

كان يؤمن بأن سقوط مصر يعني سقوط الأمة، وأن نهوضها يعني نهضة العرب جميعًا

 

رفض الضغوط الدولية، وقدم الدعم العسكري والاقتصادي، وتحمل كل تبعاته السياسية، فقط ليقول للعالم

“من يمسّ مصر لن يمر”

 

هذه المواقف تعلّمنا معنى الوفاء الحقيقي، معنى الرجولة، معنى أن تكون كلمة الحق والفعل واحدًا

 

رسالة للجيل الجديد

في زمن صار فيه الكلام أسهل من الفعل، علينا أن نزرع في أبنائنا قيم الوفاء والشهامة

أن نعلّمهم أن الرجولة ليست بالمناصب، ولا بالحديث العالي، بل بالموقف عند الشدائد

وبالوفاء للأخ حين يحتاجك

 

ختامًا

نتحدث عن الملك فيصل اليوم ليس من باب التاريخ فقط، بل من باب الوفاء، والمحبة

والتأكيد على أن قوة الأمة العربية في الرجال الذين يتحملون مسؤولياتها

 

رحم الله الملك فيصل، ورحم الله كل من وقف لأجل مصر

ستظل ذكراه مدرسة في الشرف والكرامة والوفاء، ونورًا يضيء تاريخ الأمة

 

 



موضوعات مشابهه