الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
08:17:22am

الواجبات المدرسية مشكلة نفسية في كل بيت

الثلاثاء ٢٥ - نوفمبر - ٢٠٢٥

بقلم: دكتورة داليا خليل اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان

الواجب المدرسي ساعات بيبقى كلمة مرعبة في بيوتنا. مش لأن الواجب نفسه صعب، لكن لأن كل طفل ليه طريقته الخاصة في التركيز، ونفسية مختلفة، واحتياجات بتتغير من يوم للتاني. أوقات بنلاقي نفسنا بنزعق، أو نتخانق، أو البيت كله يتقلب عشان نص ساعة مذاكرة. الحقيقة إن الطفل مش بيعمل كده عن قصد، لكن بيبقى محتاج طريقة تناسبه هو… مش طريقة “الكتب” أو “الكلام النظري”.

في المقال ده هنتكلم بأسلوب بسيط جدًا، ونفهم خطوة بخطوة إزاي نخلّي الطفل يعمل الواجب ويذاكر من غير ما يعمل دوشة، ولا يعاند، ولا يشتت البيت كله.

١) افهمي إن ابنك مش نسخة منك

أكبر خطأ إننا نطلب من الطفل يذاكر بالطريقة اللي إحنا كنا بنذاكر بيها.
فيه أطفال بتحب تقعد فترة طويلة… وفيه أطفال تركز 10 دقايق وبس.
فيه أطفال بتحب تذاكر في هدوء تام… وفيه أطفال تحب جنبهم موسيقى هادية… وفيه اللي يذاكر وهو بيقوم ويمشي.

لما تفهمي شخصيته، هتعرفي المفتاح الصح للمذاكرة بدون مشاكل.

٢) حدّدي “وقت ثابت” للمذاكرة

الطفل لما يبقى عارف إن فيه وقت ثابت كل يوم – مثلا بعد الغدا بساعة – بيتهيّأ نفسيًا للمذاكرة.

ده يقلل العناد جدًا، لأن عقله اتعود إن ده “روتين”… مش حرب.

لكن خلي بالك:
الوقت لازم يكون مناسب لحالته… مش وهو جعان، ولا مخنوق، ولا لسه راجع من تمرين ومهدود.

٣) بداية صغيرة… ومكافأة كبيرة

ما تطلبيش من طفلك يبدأ ساعتين مذاكرة.
ابدئي بـ 10 دقايق تركيز ثم راحة قصيرة.

طريقة العشر دقايق دي بتخلّي الطفل ما يحسّش إن الموضوع مرهق، وبتعمل معجزة مع الأطفال اللي بيسرحوا بسرعة.

وبعد ما يخلّص جزء صغير، قدّمي له مكافأة بسيطة:
– كلمة حلوة
– حضن
– شيت ألعاب
– دقيقتين موبايل
– شوكولاته صغيرة

المكافأة مش “رشوة”… بالعكس: هي تعزيز إيجابي يبني عنده عادة اسمها “أنا بقدر وأنجز”.

٤) وفّري له بيئة لطيفة للمذاكرة

مش لازم غرفة فخمة. المهم يكون:
إضاءة كويسة
ترابيزة ثابتة
أدواته جنبُه عشان ما يقومش كل شوية
تقليل الأصوات حواليه

لو البيت دايمًا زحمة، ممكن يعمل الواجب في “ركن مخصص” حتى لو صغير… المهم يحس إن ده مكانه هو.

٥) اتكلمي معاه بلغة “أنا جنبك… مش ضدك”

بدل الجملة اللي تضغطه:
“قوم ذاكر بدل ما أزعق!”
“ليه كل يوم نفس الفيلم؟”

استخدمي:
“يلا نبدأ أول سؤال مع بعض”
“أنا واثقة إنك هتعمله بسرعة وهتنبسط بالنتيجة”
“عايز تبتدي بإيه؟”

الطفل لما يحس إنّ اللي قدامه “ساعد” مش “قاضي”، بيهدى ويفتح عقله للمذاكرة.

٦) شاركيه في أول 5 دقايق

الأول خمس دقايق هما الأصعب.
لو قعدتي معاه أول دقائق بس، هتلاقيه بعد كده كمّل لوحده.

وجودك في البداية بيطمنه ويفتح باب التركيز.

٧) خليه يحسّ إنه صاحب القرار

اسأليه:
– تحب تبدأ بالعربي ولا الحساب؟
– تحب تذاكر على المكتب ولا في الصالة؟
– نبدأ دلوقتي ولا بعد 10 دقايق مؤقت؟

لما يختار، مخه يحس إنه “شريك”… مش مجبور… وبالتالي العناد يقل.

٨) ما تتحوليش لمدرس يراقب كل نفس

سيبي له مساحة يغلط ويتعلم…
لو حسّ إن كل خطوة تحت التفتيش، هيتوتر ويكره المذاكرة.

خليه يسأل:
“ماما، السؤال ده صح؟”
ساعتها ساعديه… لكن ما تظليش واقفة على رأسه.

٩) امدحي المجهود… مش النتيجة

لو قال غلط… مش نهاية الدنيا.
قولي له:
“أنا شايفة إنك اجتهدت”
“أحسنت… خطوة ممتازة”

النتيجة بتيجي لوحدها لما الطفل يحب يتطور.

١٠) اعرفي إن يوم هيكون صعب… ويوم هيكون هادي

طبيعي جدًا يبقى فيه يوم عناد، ويوم هدوء.
الطفل مش روبوت… ومش دايمًا في مود.

المهم إن “أسلوبك” يفضل ثابت، وما ندخلش في دوامة الصراخ والزعل.

١١) لو ملاحظاه بيزهق بسرعة… خلي المذاكرة أجزاء صغيرة

قسمّي الواجب:
– سؤالين
– راحة 5 دقايق
– سؤالين
– راحة
– مراجعة بسيطة

ده يقلل الضغط ويزود الإنجاز.

١٢) ابتعدي بالكامل عن المقارنات

“بص ابن خالتك بيعمل إيه!”
الجملة دي بتكسر الطفل وما بتصلّحش أي مشكلة.

المقارنة بتخلق عناد، وممكن تخليه يرفض المذاكرة نكايةً بس.

١٣) خلي المذاكرة وقت عادي… مش معركة يومية

كل ما نخلي الموضوع أبسط… يخف الضغط.
اعملي جو لطيف:
– كوب عصير
– إضاءة دافية
– كلمة تشجيع
– ابتسامة

الطفل بيستجيب للحب أكتر بكتير من الأوامر.

خلاصة المقال:

علشان ابنك يذاكر ويعمل الواجب من غير ما يسبب توتر في البيت:
– افهمي طبيعته
– حددي وقت ثابت
– استخدمي بداية صغيرة
– شجعيه
– خليه يختار
– شاركيه أول دقائق
– إبعدي عن الزعيق والمقارنة

لما الطفل يحس إن المذاكرة مش “عقاب”… هتبقى عادة، وهتتفاجئي إن اليوم بيعدّي من غير مشاكل



موضوعات مشابهه