بني هلال… قبيلة صنعت المجد ورفعت رأس مصر عبر العصور
الأربعاء ٠٣ - ديسمبر - ٢٠٢٥
بقلم / د. فريد شوقي المنزلاوي كاتب ومفكر سياسي
هناك قبائل تُولد لتكون جزءًا من التاريخ… وهناك قبائل تُولد لتصنع التاريخ
وبني هلال – الهلالية – من هذا اللون النادر؛ قبيلة إذا مرّ ذكرها… وقف التاريخ احترامًا
وإذا شاركت في دولة… زادت هيبتها، وإذا عاهدت… عاهدها المجد
بني هلال… قوة عربية نقشها التاريخ على صخور المجد
منذ القرون الأولى، ظهرت قبيلة بني هلال كأحد أقوى التجمعات العربية، ذات الكلمة الموحدة والبأس الشديد
والشجاعة التي صارت مضرب الأمثال
ولم يكن غريبًا أن تصبح سيرتهم أعظم ملاحم التراث العربي – السيرة الهلالية، التي خلدها الشعراء والرواة
وبقيت حتى اليوم رمزًا للبطولة والكرامة والفروسية
مواقفهم المشرفة مع الدولة المصرية
لم تكن علاقة بني هلال بمصر مجرد وجود على أرضها، بل كانت شراكة حقيقية في القوة
والاستقرار والدفاع عن الوطن
منذ وصولهم إلى وادي النيل، وقف أبناء الهلالية سندًا للدولة المصرية، وشاركوا في حماية الحدود
ودعموا الأمن الداخلي، وأسهموا في حل النزاعات وفض الخصومات، حاملين تراثهم العربي الأصيل
من الكرم والشهامة والنخوة
وفي الصعيد والنوبة والدلتا، كان الهلالية جزءًا من النسيج الأمني والاجتماعي الذي حفظ لمصر تماسكها
عبر مراحل حساسة من تاريخها
الهلالية… جيشٌ رابع كما قال الرئيس السيسي
ولم يكن تقدير الدولة لبني هلال مجرد احترامٍ للتاريخ، بل اعترافًا رسميًا من قمة القيادة المصرية
فقد قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل وضوح وفخر
«الهلالية… جيش مصر الرابع»
هذه ليست عبارة عابرة… بل وسام شرف يُعلّق على صدور كل هلالي
قالها الرئيس تقديرًا لمواقف القبيلة العظيمة في مساندة الدولة المصرية منذ 2011 وحتى يومنا هذا
في اللحظات التي احتاج الوطن فيها إلى الرجال الذين يقفون بثبات… كان الهلالية أول من وقف
ساندوا الدولة… دعموا الاستقرار… دفعوا الفتن… وظلوا — كما عهدهم التاريخ — رجالًا وقت الشدة
القبيلة الوحيدة في العالم التي امتلكت عملة رسمية
من دلائل قوة بني هلال التاريخية أنهم القبيلة العربية الوحيدة التي سكّت عملة رسمية باسمها في زمن كانت فيه
سكّ النقود حكرًا على الدول والملوك
عملة تحمل اسم الهلالية، دليلًا على مكانتهم وهيبتهم وقدرتهم على إدارة أنفسهم ككيانٍ قوي ومستقل
هذا الإرث الاقتصادي نادر… ويُدرّس اليوم كواحد من النماذج الفريدة في التاريخ السياسي للعرب
يؤكد أن بني هلال لم يكونوا مجرد قبيلة، بل قوة منظمة لها سيادة ووجود حقيقي
إلى كل هلالي يقرأ هذه السطور…أنتم أبناء قبيلةٍ لم تنحنِ يومًا، قبيلةٍ حملت راية العزة حيثما ذهبت
وقفت مع الحق… ومع الوطن… ومع مصر
يكفيكم فخرًا أن رئيس الجمهورية نفسه وصفكم بأنكم جيش مصر الرابع ،وأن التاريخ ما زال يسير خلفكم
وأن الأمة تفخر بكم كلما ذُكر اسم الهلالية
ستظل بني هلال — في الماضي والحاضر — رمزًا للقوة… والشرف… والبطولة
وعلامة مضيئة في تاريخ مصر والعروبة


