يتابع الشعب المصري بقلق بالغ ما تم تداوله مؤخرًا حول الأحداث المؤسفة في قرية نزلة جلف بمحافظة المنيا، والتي مست مشاعر المصريين جميعًا بمختلف أطيافهم.

وفي هذا السياق، أؤكد أن مصر ستظل وطنًا واحدًا لكل أبنائها — لا يُقصى فيه أحد، ولا يُهَجَّر فيه مواطن من داره، فالتعايش والمواطنة ليسا شعارات، بل مبادئ راسخة في وجدان هذا الوطن العظيم. 

إن التهجير لأي مواطن مرفوض تمامًا، أياً كان دينه أو موقعه، كما أن العدل لا يتحقق بالانحياز لطرف على حساب آخر، بل بتحكيم القانون والضمير والعقل، فكلنا أمام القانون سواء. 

وأهيب بالجميع — أن يتحلوا بالحكمة وضبط النفس، وأن يجعلوا الحوار والمحبة وسيلتهم لتجاوز الخلاف، لا الغضب والانفعال. 

وأعرب عن ثقتي الكاملة في أجهزتنا الأمنية والقضائية أنها ستتعامل مع الموقف بحزم وعدالة، بما يضمن الكرامة والحقوق لكل الأطراف دون استثناء أو تفرقة.

ولْنرفع جميعًا راية الوحدة الوطنية والمواطنة الحقيقية،

ولْنتذكر أن قوة مصر في عدلها قبل عددها، وفي وعي شعبها قبل سلاحها. 

“ما يجمعنا في هذا الوطن أكبر من كل خلاف،

فنحن إخوة في الإنسانية قبل أن نكون شركاء في الأرض.

يدٌ تبني ويدٌ تحتضن… هكذا نحمي مصر ونصونها للأجيال القادمة.” 

دعونا نجعل من هذا الموقف نقطة انطلاق جديدة نحو بيت العائلة المصرية،

بيتٌ يجمع ولا يفرّق، يضمد الجراح لا يزيدها،

بيتٌ نريده منبرًا للعدل والمحبة، يحمل صوت كل مصري يؤمن أن الوطن لا يُبنى إلا بالقلوب المتصالحة والعقول المستنيرة. 

فالوطن لا يُصان بالشعارات،

بل بالقلوب التي تؤمن أن الاختلاف لا يُفسد الودّ ولا الإنسانية. 

د.فريد شوقي