الأحد ٢٦ - أكتوبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:52:22am

بيان من د. فريد شوقي المنزلاوي بشأن قرارات استبعاد عدد من المرشحين من انتخابات مجلس النواب

الخميس ٢٣ - أكتوبر - ٢٠٢٥

بكل الأسى والغضب، أتابع ما أُعلن مؤخرًا من قرارات باستبعاد عدد من المرشحين من خوض انتخابات مجلس النواب، وفي مقدمتهم النائب السابق والزميل المهندس هيثم أبو العز الحريري، وعدد من الشرفاء الذين مارسوا حقهم الدستوري المشروع في الترشح وخدمة وطنهم.
إن ما يحدث اليوم وصمة سياسية وأخلاقية قبل أن يكون قانونًا، فـ الاستبعاد ليس حلاً… بل جرح في جسد العدالة، وطعنة في صميم الدستور الذي ضمن لكل مواطن الحق في الترشح والمشاركة.
نحن أمام سابقة تمسّ الضمير الوطني قبل أن تمسّ النصوص، وتبعث برسالة قاسية لكل من حلم أن يشارك في بناء بلده بطرق نزيهة وقانونية.
لقد قدّم هذا الشعب العظيم دماءه وأغلى ما يملك في سبيل الحرية والمشاركة، فهل جزاؤه أن يُغلق الباب أمام أبنائه حين يطرقونه بالقانون؟
هل يُعقل أن يتحول حق الترشح — الذي كفله الدستور — إلى منحة تُمنح وتُسحب؟
إن تكميم المنافسة وحرمان الناس من حقهم في الاختيار عبث سياسي لا يليق بمصر، ولا بجمهورية نأمل أن تكون عنوانًا للعدل والكرامة.
ما يجري اليوم لا يليق بتاريخ أمة علمت العالم معنى النضال، ولا يليق بشعبٍ تعلّم أن يختار ممثليه بحرية، ولا بجمهوريةٍ نريدها رمزًا للعدالة والمواطنة.
إن من يُقصي الأصوات لا يُقوّي الدولة… بل يُضعفها، ومن يغلق باب الأمل اليوم سيفتح غدًا باب الغضب الشعبي الذي لا يرحم الظلم ولا يقبل العبث.
وعليه، فإنني أطالب بما يلي:
1️⃣ إعادة النظر الفورية في قرارات الاستبعاد، وإعلان الأسس القانونية بشفافية أمام الشعب.
2️⃣ تمكين جميع المستبعدين من حقهم في الطعن دون تأخير أو مماطلة.
3️⃣ تطبيق معايير موحدة وواضحة للترشح تُنصف الجميع بلا تمييز.
فالوطن لا يُبنى بإقصاء أبنائه، بل بتنوعهم واختلاف رؤاهم في حب مصر وخدمتها.
إن حماية الدستور لا تكون بالشعارات ولا بالصور، بل بمواقف شجاعة تُعيد الثقة وتُنصف الحق وتُعلّي من شأن العدالة.
كل التضامن الكامل مع الزميل هيثم الحريري، ومع كل من حُرموا ظلمًا أو خطأ من حقهم في المنافسة.
وثقتي المطلقة في قضاء مصر العادل أن يُعيد الأمور إلى نصابها وينتصر لدولة القانون والمواطنة.
لأن مصر أكبر من كل الأسماء، وأعظم من كل المناصب.
ولأن الديمقراطية لا تُبنى بالإقصاء… بل بالاحتواء،
ولا تُصان بالصمت… بل بالموقف،
ولا تُحيا بالخوف… بل بالحق.
حفظ الله مصر وجيش مصر ورئيس مصر
د. فريد شوقي المنزلاوي


موضوعات مشابهه