الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
09:16:31am

تحليل المفكر والمحلل السياسي د. فريد شوقي المنزلاوي عن القمة العربية في بغداد وانسحاب أمير قطر

الإثنين ١٩ - مايو - ٢٠٢٥

القمة العربية اللي اتعملت في بغداد جات في وقت حساس جدًا… والمنطقة كلها بتغلي، من غزة لجنين، ومن الجنوب اللبناني للحدود المصرية.

والناس بدأت تسأل:
ليه أغلب الزعماء ماحضروش؟
ليه أمير قطر مشي قبل ما يتكلم؟
ويعني إيه كل ده لفلسطين؟

خليني أتكلم بصراحة ومن غير تجميل.

أولًا: الغياب مش صدفة

غياب عدد كبير من القادة العرب مش موضوع سفر أو جدول مزدحم. لأ، فيه رسائل سياسية واضحة ووراها حسابات دقيقة:
1. الوضع الأمني في العراق فعلاً مازال فيه قلق، خاصة مع نشاط جماعات مسلحة وتدخلات خارجية.
2. النفوذ الإيراني في العراق عامل حساسية لبعض الدول، فمش عايزين يتصوروا إنهم بيدّوا شرعية لتوازنات هم مش مقتنعين بيها.
3. الإحباط العام من القمم… أغلب الشعوب والحكومات شايفة إن الاجتماعات دي بقت “روتينية”، تنتهي بكلمة شكر وبيان ختامي… من غير فعل، ومن غير تأثير حقيقي.

 ثانيًا: انسحاب أمير قطر… رسالة مش مجرد إجراء

انسحاب الأمير تميم بعد كلمة الرئيس العراقي على طول مش مجرد “توقيت سابق الترتيب” زي ما اتقال رسميًا.
اللي حصل أكتر شبه انسحاب احتجاجي ناعم.

في كواليس بتتكلم عن تجاوزات بروتوكولية:
• سوء تنظيم في ترتيب الجلوس.
• تأخير في تسليم جدول الجلسة.
• ضعف واضح في مستوى الاستقبال.

قطر شافت ده تقليل من مكانة الأمير، خصوصًا في قمة بتحضرها دول قليلة.
فقرر الأمير يبعث رسالة: “احنا مش ضيوف درجة تانية”، والانسحاب في اللحظة دي بيحمل معنى سياسي تقيل.

 ثالثًا: تأثير القمة… بين الشكل والمضمون

القمة، بكل صراحة، ماقدرتش تغيّر الواقع الفلسطيني.
• مافيش أدوات تنفيذ.
• مافيش موقف عربي موحّد.
• مافيش إرادة جماعية تواجه أمريكا أو تضغط على إسرائيل.

لكن، وهنا النقطة المهمة… كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت الاستثناء.

السيسي قالها واضحة:

“السلام مش هييجي إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وماكانتش مجرد كلمة بروتوكولية.
مصر دلوقتي هي الدولة العربية الوحيدة اللي عندها:
• قنوات اتصال مباشرة مع كل الأطراف (إسرائيل، حماس، قطر، أمريكا).
• دور حقيقي على الأرض في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
• موقف ثابت… لا بيميل ولا بيجامل.

الرئيس السيسي بيقود الموقف العربي بعقلانية وقوة، وده بقى واضح حتى في كلام ممثلي أوروبا والولايات المتحدة.

خلاصة تحليلي كمفكر ومحلل سياسي:
• القمة مهمة كشكل، لكن المضمون لسه محتاج “نفضة” حقيقية.
• الغياب العربي مش تهرّب، لكنه اعتراض صامت على طريقة إدارة الأمور.
• انسحاب قطر رسالة فيها عتاب سياسي واضح.
• الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الوحيد اللي كانت كلمته وراها فعل… وده بيأكد إن مصر، رغم كل التحديات، لسه واقفة في الصف الأول وبتدفع التمن عن كل العرب.
• واللي لازم نفهمه: الشعوب ماعادتش تستحمل خطب… هي عايزة فعل… وده اللي لازم يبقى عنوان المرحلة الجاية.

مع خالص تقديري،
د. فريد شوقي المنزلاوي
المفكر والمحلل السياسي
عضو منظمة العفو الدولية
مرشح مجلس النواب ٢٠٢٥ دائرة المنتزة الاسكندرية



موضوعات مشابهه