تحية تقدير لقرار جامعة الإسكندرية.. وأين الرحمة في امتحانات الإعدادية؟

السبت ٣١ - مايو - ٢٠٢٥
بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي – عضو الهيئة العليا لحزب العدل – عضو منظمة العفو الدولية
تابعتُ باهتمام بالغ قرار مجلس جامعة الإسكندرية، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوه، بتأجيل الامتحانات المقررة يوم السبت 31 مايو، نظراً لسوء الأحوال الجوية، وذلك حفاظاً على سلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين.
إن هذا القرار يُجسد يقظة المسؤولية، ويعكس حكمة القيادة في جامعة من أعرق المؤسسات التعليمية في مصر والعالم العربي، حيث تم اتخاذ القرار في توقيت مناسب وبروح استباقية تُحمد وتُشكر. فسلامة الإنسان كانت ولا تزال أولوية في أي إدارة رشيدة تدرك حجم التحديات وتقيس درجة الخطورة بمسطرة الضمير والإنسانية.
في المقابل، لا يسعني إلا أن أتوجه بنداء عاجل إلى السادة المسؤولين بمحافظة الإسكندرية ووزارة التربية والتعليم، للنظر بعين الرحمة والواقعية إلى أوضاع طلاب الشهادة الإعدادية، الذين يُطلب منهم الخروج في هذا الطقس القاسي، تحت الأمطار الغزيرة والرياح العنيفة، وكأن الأمر طبيعي!
هل يُعقل أن تتخذ جامعة الإسكندرية قرارًا حكيمًا وشجاعًا حفاظاً على أبنائها، بينما يُترك طلاب الإعدادية ــ وهم في عمر الزهور ــ يواجهون هذه الظروف الصعبة دون اعتبار لصغر سنهم أو ضعف قدرتهم على التحمل؟
إن أطفالنا أمانة، ومسؤوليتهم لا تقل عن مسؤولية طلاب الجامعة، بل هم أكثر احتياجًا للرعاية والرحمة. لذا فإن تعليق أو تأجيل امتحاناتهم في ظل هذه الأجواء العاصفة سيكون قرارًا يُسجل في ميزان الوعي والإنسانية، ويؤكد أن المسؤولين في الدولة يضعون سلامة الإنسان قبل كل شيء.
رسالتي اليوم ليست سياسية، بل إنسانية وطنية خالصة، فأمن وسلامة أبنائنا لا تحتمل التأجيل، والقرار السليم اليوم قد ينقذ أرواحًا ويحمي مستقبلًا.
حفظ الله أبناءنا وبناتنا، وحفظ شعبنا المصري الكريم من كل مكروه، ووفق الله كل من يعمل بإخلاص من أجل رفعة هذا الوطن.
معكم ومنكم
د. فريد شوقي المنزلاوي
ابن الشعب