حسام حسن يكتب: أين ذهبت أموال كوبري الهلالي بأسيوط؟

الأربعاء ٠٥ - مارس - ٢٠٢٥
يُعد كوبري الهلالي واحدًا من أهم المحاور المرورية في أسيوط، حيث يربط بين شرق وغرب المدينة ويخدم آلاف المركبات يوميًا. ومع مرور السنوات، ازدادت الحاجة إلى صيانته وتطويره، خاصة بعد ظهور التدهور السريع في طبقاته السطحية.
ولكن، إذا كانت هناك ميزانيات تُرصد وأموال تُعلن لتنفيذ إصلاحات، فلماذا لا يرى المواطنون أي تحسن فعلي على الأرض؟ وأين ذهبت الأموال التي تم تخصيصها لهذا الكوبري وغيره من المشروعات المماثلة؟
في عام 2016، تم الإعلان عن تطوير منزل كوبري الهلالي بتكلفة 33 مليون جنيه، بهدف تقليل الاختناقات المرورية وتحسين كفاءة السير.
لكن كيف يمكن تفسير ظهور التدهور في الرصف الجديد بعد سنوات قليلة فقط من إنجازه؟ هل كانت المواد المستخدمة غير مطابقة للمواصفات؟ هل كان التنفيذ غير مطابق للمعايير الهندسية؟ ولماذا لم تتم محاسبة أي جهة مسؤولة عن هذا التدهور السريع؟
وفي أكتوبر 2024، أعلنت محافظة أسيوط عن مشروع جديد لإحلال وتجديد فواصل الكوبري، بميزانية تقديرية بلغت 165,000 جنيه، وهو مبلغ ربما يبدو ضئيلًا مقارنة بحجم المشكلات التي يعاني منها الكوبري، لكنه يثير تساؤلات حول الأولويات الفعلية للإصلاحات.
إذا كانت الفواصل هي السبب الوحيد لتدهور الكوبري، فلماذا لم يجرِ العمل عليها منذ البداية؟ وإذا لم تكن هي المشكلة الأساسية، فهل يعني ذلك أن الإصلاحات مجرد حلول تجميلية دون معالجة جذرية للمشكلة؟
في 15 يناير 2024، تساءلنا نحن – مواطنو أسيوط – عن حقيقة الوضع، بعد أن لاحظنا التدهور المستمر في كوبري الهلالي وكوبري فيصل، والطريقة الغامضة التي تُدار بها عملية إصلاح الفواصل. في 25 يناير، أعلنت الصفحة الرسمية لمحافظة أسيوط عن بدء الإصلاحات، مما بدا وكأنه استجابة سريعة للمطالبات.
لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ لا شيء! لم نشهد أي تحسن يُذكر، بل ازدادت الحفر في فواصل كوبري الهلالي عمقًا، وكوبري فيصل تم كشطه في اتجاه واحد فقط تمهيدًا للرصف، لكن لم يكتمل العمل، ثم اختفت المعدات بشكل مفاجئ وكأن شيئًا لم يكن!
إذا كانت هناك مخصصات مالية مرصودة، فلماذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات كما يجب؟ وإذا كانت هناك معوقات، فلماذا لا يتم إعلانها بشفافية بدلًا من الصمت؟ هل نحن أمام مشروع حقيقي للإصلاح، أم مجرد حملة إعلامية بلا نتائج على الأرض؟ كيف يمكن تفسير اختفاء المعدات وتوقف العمل بعد إعلان البدء فيه؟ ولماذا يتم الإعلان عن مشروعات بالملايين دون أن يرى المواطنون أي تحسن حقيقي؟
في الخطة الاستثمارية لمحافظة أسيوط للعام المالي 2023/2024، لم نجد أي ذكر واضح لمشروع تطوير كوبري الهلالي، ولكن ظهر مشروع آخر باسم “تحسين كوبري السادات وفرعياته” بتكلفة 35 مليون جنيه.
فأين يقع كوبري السادات هذا؟ ولماذا يتم تخصيص هذا المبلغ الضخم له بينما تظل الكبارى الحيوية الأخرى في حالة متردية؟ وكيف يمكن تبرير إنفاق الملايين على مشروعات غير واضحة بينما يعاني المواطنون يوميًا من بنية تحتية متهالكة؟
أسئلة كثيرة تظل بلا إجابة، لكن الأمر المؤكد أن كوبري الهلالي لا يزال ينهار، والمخصصات المالية تذهب دون أن نرى لها أثرًا حقيقيًا. فهل سنرى تحركًا جادًا، أم أن هذه القصة ستتكرر مع كل مشروع جديد، وتظل أسيوط تدور في دوامة من الإعلانات الوهمية والإصلاحات غير المكتملة.