حين ينكشف القناع… وتُفضح الحقيقة

الثلاثاء ٢٤ - يونيو - ٢٠٢٥
في لحظة فارقة من تاريخ الأمة،
وبين صوت القنابل وارتجاف الأرض تحت أقدام الأبرياء،
سقط القناع… وظهرت الحقيقة بلا تجميل.
أمريكا لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا…
بل كانت دومًا الظهر الذي يحمي إسرائيل،
ويمنحها الضوء الأخضر لتُزهق الأرواح وتُدمّر البيوت وتغتال أحلام الأطفال.
وحين جاء الرد من إيران…
حين قصفت وواجهت،
حين قالت: “لن نصمت على الظلم… حتى لو وقف العالم كله ضده”،
اهتزت واشنطن، وانتفضت العواصم، وارتعدت تل أبيب.
نعم، إيران ردّت… على إسرائيل، وعلى أمريكا معًا.
ردّت في زمن الكل فيه بيحسب خطواته،
لكنها اختارت أن تحسب كرامتها أولًا.
وإذا اختلفت مع إيران في السياسة،
فلن يختلف عقلك على أن ما فعلته كان “موقفًا”…
والمواقف تُحترم حين تكون في وجه الظالم.
التاريخ لا ينسى يا سادة…
لن ينسى جرائم إسرائيل،
ولن يغفر لأمريكا كيلها بمكيالين،
ولن يرحم من باع القضية الفلسطينية بثمن بخس.
التاريخ سيسجّل أن هناك من تخلّى عن فلسطين،
وسيتذكر من صمت، ومن خاف، ومن اختبأ خلف مصالحه،
كما سيتذكّر من قاوم، من قال “لا”، ومن أطلق صوته رغم العواقب.
أما نحن…
فننظر إلى مصر،
إلى قيادتها التي تقف الآن بأقصى درجات الحكمة والاتزان،
لا تندفع… ولا تُستدرج… لكنها تراقب وتُفكر،
وتضع أمن الوطن فوق كل حسابات اللحظة،
وذاك هو الموقف الشريف الواعي.
رسائلي إلى شباب الأمة:
يا من تنبض قلوبكم بالغضب والأمل معًا،
لا تستهينوا بما حدث اليوم…
إيران لم تقصف فقط…
إيران كسرت حاجز الصمت العربي،
ورفعت رأس كل مظلوم، وقالت: “لسنا أضعف من أن نرد”.
فلا تتهاونوا…
ولا تستهينوا بقوة الموقف…
ولا تُخدَعوا بمن يقول إن السياسة تفرض الصمت…
فالسكوت أمام الجريمة مشاركة فيها،
والتخلي عن فلسطين خيانة لن تغفرها الأجيال.
ادعوا لأهلكم في غزة…
الدعاء يغيّر الأقدار،
فلا تنسوا أن سلاح القلوب لا يقل عن صواريخ السماء.
وغدًا…
غدًا لناظره قريب،
وغدًا ستُرفع راية الحرية فوق تراب فلسطين،
بإذن الله، وبصمود الأحرار، وبصوت الشعوب التي لم تمت.
د. فريد شوقي المنزلاوي
ابن الشعب
المفكر والمحلل السياسي
عضو منظمة العفو الدولية
عضو الهيئة العليا لحزب العدل
دكتوراه في التربية مناهج وطرق تدريس
دكتوراه في العلوم السياسيه
رئيس مجلس إدارة موقع صوت مصر