ذات يوم 29 أغسطس1987.. وفاة ناجى العلى بعد أن غيبته رصاصة مجهولة 37 يوما ويدفن أمانة

الخميس ٢٩ - أغسطس - ٢٠٢٥
رقد رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى 37 يوما بالعناية الفائقة فى مستشفى بلندن، وتوفى فى 29 أغسطس
مثل هذا اليوم، 1987 ولما ذاع الخبر، أصبح السؤال: من قتله؟
بعد أن كان: «من أطلق الرصاص يوم 22 يوليو 1987 وهو يسير فى الشارع بحى كليس بلندن متوجها
إلى مكتب جريدة القبس الدولية الكويتية لتسليم آخر إبداعاته
أثناء سيره اقترب منه شاب شعره أسود داكن، عمره بين 25 و30 سنة، ولاحقه خطوة خطوة، ثم أخرج مسدسا يخفيه فى صحيفة يحملها
وأطلق رصاصة على رأسه ولاذ بالفرار، وسقط ناجى ممددا والدماء تنزف حتى انتقل إلى المستشفى وظل فى غيبوبة
إلى أن توفى وعمره يزيد على الخمسين عاما «مواليد 1 يناير 1937، حسبما جاء فى البرنامج الوثائقى بقناة الجزيرة
اغتيال ناجى العلى - برنامج الجريمة السياسية
كانت «مهران» كاتبة مصرية من أقرب المقربين لعرفات، وألفت كتابا بعنوان ياسر عرفات الرقم الصعب
وكانت عضوا بالأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، وتناولها ناجى فى حديثه لمجلة الأزمنة المعاصرة
التى كانت تصدر فى دولة الإمارات، عدد 170-1986، يسأل: هل تعرفون رشيدة مهران؟
لا تظنوا أنها إحدى الفدائيات، هى سيدة مهمة تركب الطائرة الخاصة برئيس منظمة التحرير
الفلسطينية وتسكن قصرا فى تونس، وتهدد وتقرب وتبعد فى المنظمة وهيئاتها، رسمت عن
رشيدة مهران وبعدها انهالت تهديدات وتهانى وتعاطف
قاد هذا الكاريكاتير إلى فتنة اتهام «عرفات»، عززها كاريكاتير آخر رسمه ناجى ضد الشاعر الكبير محمود درويش
محمود خيبتنا الأخيرة ، ساخرا من دعوة الشاعر إلى الاتصال باليسار الإسرائيلى، غير أن هناك من يرفض
ذلك ومنهم الكاتب اللبنانى طلال سليمان، مالك جريدة «السفير» اللبنانية المتوقفة، وعمل فيها «ناجى
ويذكر فى البرنامج الوثائقى «الجريمة السياسية» بقناة الجزيرة: ما باعتقد فى فلسطينى يعنى عنده
الحد الأدنى من الوعى عنده الحد الأدنى من الكرامة، كرامة قضيته ممكن يوجه رصاصة
لعبقرى اسمه ناجى العلى
فى نفس البرنامج يضع «ناجى» قضيته فى سياق أوسع من كل هذا، حسبما يقول لزوجته
اللى بدو يكتب عن فلسطين، واللى بدو يرسم عن فلسطين، لازم يعرف حاله، ميت، أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئى
لو على قطع رقبتى ، ويحدد ناجى مبادئه، قائلا: لست مهرجا، ولست شاعر قبيلة، إننى أطرد عن قلبى مهمة
لا تلبث أن تعود، ولكنها تكفى لتمنحنى مبررا لأن أحيا، أنا متهم بالانحياز، وهى تهمة لا أنفيها، أنا لست محايدا
أنا منحاز لمن هم يرزحون تحت نيران الأكاذيب، وأطنان التضليلات، وصخور القهر والنهب وأحجار السجون
والمعتقلات أنا منحاز لمن ينامون فى مصر بين قبور الموتى، ولمن يقضون لياليهم فى لبنان يشحذون السلاح
الذين سيستخرجون به شمس الصباح ولمن يقرؤون كتاب الوطن فى المخيمات
رفضت إسرائيل تنفيذ وصيته بدفنه فى قريته «الشجرة»، ولم يتم دفنه فى مخيم «عين الحلوة» بلبنان
الذى عاش فيه، فدفن «أمانة» فى مقابر المسلمين فى «بروكود» ببريطانيا، على أن يعود إلى الشجرة
التى يربطها بشخصية «حنظلة» أيقونة رسوماته، قائلا: ولد حنظلة فى العاشرة من عمره، وسيظل دائما
فى العاشرة ففى تلك السن غادر فلسطين، وحتى يعود سيكون بعد فى العاشرة، ثم يبدأ فى الكبر، فقوانين
الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء كما هو فقدان الوطن استثناء، وكتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن
المنطقة كانت تشهد تطويعا وتطبيعا شاملة وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة فى
حلول التسوية الأمريكية فى المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع