السبت ١٣ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
05:05:02am

ذات يوم..20يونيو 1967أم كلثوم تحول شيكا للمجهود الحربى بعشرين ألف جنيه إسترلينى تلقته من الكويت مقابل إذاعة أعمالها هناك

الخميس ٢٠ - يونيو - ٢٠٢٥

عزلت سيدة الغناء العربى أم كلثوم نفسها فى بدروم فيلتها بالزمالك أيام هزيمة 5 يونيو 1967، وكانت تلك عادتها حينما تداهمها الأحزان، وبعد تفكير طويل رأت أن هزيمة الروح المصرية أكثر خطورة من الهزيمة العسكرية

وإذا كانت الجولة الأولى من الصدام انتهت بالنكسة العسكرية المروعة المؤقتة، فإن المعركة على المدى البعيد فرضت على المصريين ضرورة ثبات الروح المصرية وإزالة آثار العدوان على المستويين المادى والنفسى

 

حسبما يذكر الكاتب الباحث كريم جمال فى كتابه «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى

يؤكد «جمال» أن أم كلثوم أدركت أهمية دورها، فبعد أن كانت مطربة عظيمة تلهب الحماس بصوتها قبل المعركة، وتشيع النشوة والطرب بغنائها فى أيام السلم

 

جاء دورها لتعيد للروح المصرية ثباتها، أو كما قالت هى عن تلك اللحظة: «عندئذ رأيت فى صوتى رغبة فى الانطلاق، وأصبح غنائى مجندا لهدف عظيم قادم، بتحويل الهزيمة إلى انتصار والثأر من النكسة

يضيف «جمال»: «تحولت أم كلثوم إلى المكافحة التى لا تهدأ لحظة، ولا تكف عن الحركة، ولا تبالى بقواعد النظام الصارم الذى سبق ووضعته لحياتها الفنية ومن قبلها حياتها الخاصة

 

أثار تصرف أم كلثوم ردود فعل إيجابية، وكتبت أيريس نظمى بمجلة «آخر ساعة» يوم 28 يونيو 1967، قائلة: «فى الأزمات التى تمر بها مصر كانت أم كلثوم الصوت القوى الذى يبعث الأمل ويوحى بالثقة

ويسمو بأحاسيسنا فوق الأحداث، ويعطينا الدفعة الروحية التى نتفوق بها على الأحداث، وأم كلثوم ضربت مثلا عظيما فى البذل والوطنية فى كل المناسبات، ففتحت الطريق الذى يساهم به كل فنان وفنانة فى كل عمل وطنى كبير

فتبرعت بكل دخلها فى الفترة الأخيرة عن عملها خارج الوطن بالعملة الصعبة التى تعتبر فى الوقت الحالى من أمضى الأسلحة فى اقتصاد بلادنا أثناء المعركة

 

وفى نقد صريح من أيريس نظمى لعبدالوهاب، قالت: «إذا كانت أم كلثوم الفنانة الأولى فى مصر استطاعت أن تساهم فى معركة بلادها بكل الوسائل، فأين هو عبدالوهاب من معركة بلاده؟

 

وأضافت: «أم كلثوم لم تنم خلال الأيام العصيبة، كانت تجمع المؤلفين والملحنين فى منزلها كل مساء لتوجههم وتطلب منهم معانى وكلمات معينة، وفى النهار تذهب إلى الإذاعة لتسجلها

وقد تبرعت فى بداية المعركة بمبلغ خمسة آلاف جنيه، ثم تبرعت بعد ذلك بعشرين ألف جنيه إسترلينى جملة دخلها من الأعمال الفنية التى سجلتها بالكويت

 

وليست هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها بمثل هذا الموقف الوطنى الذى ضربت به مثلا للفنان المصرى الأصيل، ففى عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى

على مصر سجلت نشيد «والله زمان يا سلاحى» الذى أصبح بعد ذلك النشيد الجمهورى، سجلته تحت أمطار القنابل التى كانت تنهمر من الطائرات المعادية

ورفضت أن تسجله فى أى مكان آخر غير ستوديهات الإذاعة، وتبرعت بعشرة آلاف جنيه لصالح تعمير بورسعيد



موضوعات مشابهه