ذكرى رحيل فراشة الرقص الشرقي سامية جمال: حياة بين الفن والحب والعتاب
الثلاثاء ٠٢ - ديسمبر - ٢٠٢٥
تحل اليوم الذكرى الـ31 لرحيل الفنانة الكبيرة سامية جمال، فراشة الرقص الشرقي، التي غادرت عالمنا في الأول من ديسمبر عام 1994، تاركة إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُنسى، بعد رحلة حياة جمعت بين الألم والنجومية والقصص الإنسانية المؤثرة، وغيرت خلالها النظرة إلى فن الرقص الشرقي ومكانته.
وُلدت سامية جمال في بني سويف عام 1924، باسم زينب خليل إبراهيم محفوظ، وانتقلت أسرتها إلى حي الأزهر والحسين بالقاهرة. عانت طفولة قاسية بعد وفاة والدتها وهي في السابعة، وتعرضت لسوء معاملة قاسية من زوجة الأب، التي حرمتها من التعليم، كما روت الفنانة نفسها في مذكراتها المنشورة بمجلة «الكواكب» في الخمسينيات.
بدأت رحلتها الفنية من كازينو بديعة مصابني، الذي منحها اسمها الفني. ومن هناك التقت بحب عمرها فريد الأطرش، الذي جمعتهما قصة حب عميقة لم تُكلل بالزواج. وتزوجت لاحقًا من الأمريكي «شبرد» الذي أسلم وأصبح «عبدالله كينج»، قبل أن يستولي على أموالها وتنتهي العلاقة بالانفصال، لتعود بعدها إلى مصر.
ارتبط اسم سامية جمال بعدة قصص حب وشائعات، أبرزها شائعة علاقتها بالعندليب عبد الحليم حافظ، وهو ما نفته تمامًا مؤكدة أن ما يجمعهما «مجرد زمالة واحترام». كما شهدت حياتها قصة خطوبة غير معروفة للكثيرين من الموسيقار بليغ حمدي عام 1959، لكنها لم تستمر، لتتزوج لاحقًا الفنان رشدي أباظة لمدة 17 عامًا، ربّت خلالها ابنته قسمت.
ابتعدت سامية جمال عن الأضواء لفترة طويلة، إلى أن أقنعها الفنان سمير صبري بالعودة للرقص ضمن فرقته الاستعراضية وهي في الستين من عمرها. وقال صبري في آخر حوار له إنها «بكت شكرًا» بعد أول عرض، لأنها شعرت أنها عادت للحياة من جديد، واستطاعت من خلال هذا العمل سداد ديونها وإصلاح شقتها.
كانت سامية جمال امرأة بسيطة راقية، تحرص على شراء أطواق الفل لبنات الفرقة يوميًا، وتتقن الفرنسية بطلاقة. وبعد فترة من النجاح قررت التوقف قائلة: «كفاية يا سمير»، وبعد أشهر قليلة رحلت.
في سنواتها الأخيرة، أدت الفريضة وابتعدت عن الأضواء، وداومت على زيارة مسجد السيدة نفيسة. وقبل وفاتها بشهرين اشترت مدفنًا ورفضت كتابة اسمها الفني عليه احترامًا لقدسية الموت، موصية بأن يشيع جثمانها بهدوء من سلم الخدم.
رحلت «الفراشة» في 1 ديسمبر 1994، وبقيت أسطورة فنية وإنسانية لا تتكرر.


