نعى المفكر والكاتب السياسي الدكتور فريد شوقي المنزلاوي رحيل القامة الأكاديمية والسياسية الكبيرة الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبداللاه، رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، ونائب المنتزه الأسبق، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق بمجلس الشعب.

أكد المنزلاوي أن رحيل الفقيد يمثل وداعاً لـ "زمن نقي" من العمل السياسي الشريف، وشدد على أن سيرته ستبقى منهجاً للأخلاق والنزاهة.

نص التأبين كاملاً بقلم د. فريد شوقي المنزلاوي:

"وداعًا… من علّمنا كيف تكون السياسة أخلاقًا قبل أن تكون سلطة

رحل اليوم

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبداللاه

رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق،

ونائب المنتزه الأسبق،

ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق بمجلس الشعب…

رحل الجسد، لكن القيمة لم ولن ترحل.

إسكندرية اليوم لا تودّع رجلًا عابرًا،

بل تودّع زمنًا نقيًا

كان فيه السياسي مهذّبًا لا متجبرًا،

نظيف اليد لا متربّحًا،

عميق الفكر لا صاخبًا،

يختلف بشرف،

ويقود بتواضع.

كان مدرسة حقيقية…

علّمنا أن السياسة ليست صراعًا على الكراسي،

بل أمانة في الأعناق، ومسؤولية أمام الله، وحب صادق لهذا الوطن.

علّمنا أن خدمة الناس شرف،

وأن المنصب يزول…

لكن السيرة الطيبة لا تموت.

نعاهدك يا أستاذنا الكبير

أن ما تعلّمناه منك

لن يُدفن مع الأيام،

بل سيبقى سلوكًا يُقاوم الرداءة،

وطريقًا نسير عليه

حتى لو تغيّر الزمن وقلّ الرجال.

ستظل رمزًا

لإسكندرية التي أنجبت القيم قبل المناصب،

ورمزًا لكل من أراد أن يتعلّم السياسة بلا تلوّن،

والعمل العام بلا مصالح،

والقيادة بلا ضجيج ولا استعراض.

رحمك الله رحمة واسعة،

وأسكنك فسيح جناته،

وجعل كل ما قدّمت في ميزان حسناتك.

أدعو كل من يقرأ هذه الكلمات

أن يترحّم عليه،

وأن يسأل نفسه بصدق:

كيف نكون مثله… لا مجرد متفرجين على سيرته؟

إنا لله وإنا إليه راجعون

د. فريد شوقي المنزلاوي"