الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
07:48:31pm

شفيق متري سدراك.. أسد سيناء وابن أسيوط الخالد في ذاكرة العاشر من رمضان

الثلاثاء ١١ - مارس - ٢٠٢٥

في ذكرى العاشر من رمضان، تحضر أمامنا أسماء الأبطال الذين خطّوا بدمائهم صفحات العزة والكرامة، ومن بينهم اللواء شفيق متري سدراك، ابن محافظة أسيوط، الذي وُلد عام 1921 في قرية المطيعة. نشأ في أسرة مصرية بسيطة، لكنه اختار طريق العزة حين التحق بالكلية الحربية، تاركًا دراسته في كلية التجارة. تخرج في عام 1948 وانضم إلى سلاح المشاة، حيث خدم في السودان وشارك في جميع الحروب التي خاضتها مصر في تلك الفترة، بدءًا من حرب 1948 في فلسطين، ثم حرب 1956 (العدوان الثلاثي)، وبرز دوره في حرب 1967 (النكسة) خلال معركة أبو عجيلة، حيث أظهر شجاعة استثنائية دفعت الرئيس جمال عبد الناصر إلى ترقيته استثنائيًا.

تميز اللواء سدراك بمهاراته التكتيكية، ما أهّله ليصبح عضوًا في هيئة تدريس الكلية الحربية، حيث درّس فن القتال والتكتيك العسكري، خاصةً للطلبة الوافدين باللغة الإنجليزية. حصل على شهادة أركان حرب برتبة رائد وكان من أصغر الخريجين في دفعته، كما نال شهادة أكاديمية ناصر العسكرية العليا. خلال حرب الاستنزاف، كان سدراك ضمن القادة الذين أعادوا بناء الجيش المصري ورفعوا كفاءته استعدادًا للمعركة الفاصلة.

في حرب أكتوبر 1973، تولى قيادة اللواء الثالث مشاة ميكانيكي التابع للفرقة 16 مشاة بالجيش الثاني الميداني. قاد قواته ببسالة في عمليات العبور، وتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة ضد القوات الإسرائيلية. وفي 9 أكتوبر 1973، بينما كان يتقدم بقواته داخل سيناء، أصيبت مركبته بقذيفة دبابة إسرائيلية، مما أدى إلى استشهاده مع خمسة من رفاقه، ليكون بذلك أول شهيد من القادة العسكريين في الحرب.

واليوم، ونحن نسترجع بطولات العاشر من رمضان، نقف إجلالًا وتقديرًا أمام ابن أسيوط البار، شفيق متري سدراك، الذي كرّمته مصر بأرفع الأوسمة، حيث مُنح وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى تكريمًا لتضحيته. كما أُطلق اسمه على دفعة 75 حربية في الكلية الحربية. سيبقى هذا البطل خالدًا في ذاكرة الوطن، وشاهدًا على أن مصر، التي أنجبت رجالًا أمثاله، ستظل عصيّة على الهزيمة. رحم الله شهداء الوطن الأبرار، الذين قدّموا أرواحهم فداءً لمصر وأمنها.

كتب أ/حسام الخشت
أمين تنظيم حزب العدل

 



موضوعات مشابهه