الأحد ١٤ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
03:25:06pm

شهادة تحليلية حول شخصية د. فريد شوقي المنزلاوي ودوره السياسي والتربوي

الثلاثاء ١٠ - يونيو - ٢٠٢٥

بقلم: د. رمسيس حنا – باحث في شؤون الأحزاب والنظم السياسية

في وقتٍ أصبح فيه المشهد السياسي المصري أكثر تعقيدًا وتداخلاً، يندر أن نجد شخصية تخترق هذا المشهد بسيرة نضالية خالصة، وموقف مستقل لم يتكئ على مراكز قوى أو دعم خارجي. من بين هذه الشخصيات، يبرز الدكتور فريد شوقي المنزلاوي، أمين حزب العدل بمحافظة الإسكندرية وعضو الهيئة العليا للحزب، كرمز وطني متفرّد جمع بين الفكر الأكاديمي، والنضال السياسي، والانخراط المجتمعي الحقيقي.

أولًا: خلفية أكاديمية وتربوية راسخة

قبل أن يُعرف سياسيًا، كان الدكتور فريد شوقي المنزلاوي أحد الرموز البارزة في ميدان التربية والتعليم، حيث حصل على درجة الدكتوراه في التربية، تخصص مناهج وطرق تدريس، من جامعة المدينة العالمية في ماليزيا.
امتزجت مسيرته التعليمية بالعمل الميداني والتربوي داخل مصر وخارجها، ما منحه نظرة نقدية بناءة تجاه الواقع التعليمي، وقدرة على ربط التحول التربوي بالإصلاح السياسي والاجتماعي.

كان يؤمن دائمًا أن التعليم ليس مجرد منظومة تلقين، بل هو البوابة الحقيقية لإعداد جيل وطني واعٍ بحقوقه، مدرك لواجباته، قادر على التغيير من داخل المجتمع لا من خارجه.

ثانيًا: تجربة سياسية ونضالية فريدة

1. التأسيس والتحدي

لم يكن دخوله العمل السياسي مدفوعًا بطموح شخصي أو تسلّق حزبي، بل جاء من رحم المعاناة.
أسّس صحيفة “صوت مصر” كمنصة مستقلة لفضح الفساد والدفاع عن المظلومين، في وقت كانت فيه الصحافة المستقلة تخاطر بوجودها إذا اقتربت من خطوط السلطة الحمراء.

كل محنة من المحن خرج منها قريد شوقي أصلب وأقوي، وأكثر يقينًا بأن عليه تحويل الألم إلى مشروع سياسي، لا مجرد احتجاج عابر.

2. البناء الحزبي من القاعدة إلى القمة

اختار فريد شوقي أن يبدأ من الأساس: من الشارع، من الناس، من القاعدة.
فأعاد تشكيل فرع حزب العدل بالإسكندرية، ليس كمجرد هيكل تنظيمي، بل كمنبر وطني حر.
ثم أصبح أمينًا للحزب في الإسكندرية، وعضوًا في هيئته العليا، مؤمنًا بأن السياسة أخلاق أولًا، ومبادئ قبل التحالفات.

ثالثًا: ثلاثية تميّز فريد شوقي

1. الشجاعة في المواجهة

واجه د. فريد الفساد علنًا، ورفض أن يهادن أو يصمت، حتى حين كان الثمن باهظًا.
عاد بعد محنته ليُكرّس تجربته في مشروع سياسي نظيف، متحرر من الإملاءات.

2. الاستقلالية الكاملة

رفض أن يختبئ تحت عباءة أي تيار ديني أو سلطوي أو طائفي، بل قرر خوض انتخابات 2025 عبر حزب العدل، في خطوة جريئة تؤكد استقلاليته ونزاهة اختياره.

3. الخطاب الوطني المتوازن

يجمع في خطابه بين دعم الدولة ومؤسساتها، والمطالبة بإصلاح سياسي حقيقي، وتوسيع هامش الحريات، وتمكين المرأة والشباب، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

رابعًا: تحديات تواجه مشروعه الوطني
• غياب التمثيل البرلماني الكافي حتى الآن، مما يحرمه من أدوات التأثير داخل قبة البرلمان.
• انحياز المشهد الإعلامي لأحزاب السلطة، وتهميش الأحزاب المستقلة ذات الصوت الوطني الحقيقي.
• غياب التمويل المؤسسي، واعتماده على مجهودات ذاتية ومجتمعية، وهو ما يجعل الاستمرارية تحديًا يوميًا.

خامسًا: تقييم ختامي

فريد شوقي المنزلاوي ليس مجرد سياسي، بل صوت ضمير وطني يمثل نموذجًا لما يجب أن تكون عليه السياسة المصرية في المستقبل.
هو مزيج فريد من:
• العقل الأكاديمي التربوي الذي يؤمن بأن بناء الإنسان هو أولوية.
• والروح الوطنية الصلبة التي رفضت التبعية، وواجهت القمع بثبات.
• والانتماء الشعبي الذي لا يُشترى، ولا يُفرض.

إن أُتيحت له المساحة العادلة، وتم كسر الحصار الإعلامي والبيروقراطي عن الأحزاب الوطنية المستقلة، فإن الدكتور فريد شوقي يمكن أن يصبح أحد أعمدة السياسة الرصينة في مصر الجديدة؛ مصر الحقيقية التي يحلم بها أبناؤها، لا تلك المصنوعة في غرف الصفقات المغلقة.

خاتمة

فريد شوقي لا يُمثل حزبًا فقط، بل يُمثل فكرة: أن السياسة ممكن أن تكون شريفة.
أن الوطنية لا تعني التبعية، وأن النضال ليس ترفًا بل واجب.
هو رجل يكتب سيرته في صدور الناس لا على أوراق الدعاية.
وهو اليوم… لا يطلب شيئًا سوى أن تُنصفه مصر، كما أنصفها هو دائمًا.



موضوعات مشابهه