الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
08:04:10am

عفاريت مصر الجديدة تعود بـ رسالة شوقي: غسل العقول أخطر من الظلام.. والحل شمعة واحدة

السبت ٠٦ - ديسمبر - ٢٠٢٥

 نشر الدكتور فريد شوقي المنزلاوي، الكاتب والمفكر السياسي، مقالاً فكرياً مؤثراً ربط فيه بين رسالة مسرحية "عفاريت مصر الجديدة" والواقع الحالي، مؤكداً أن "أخطر ما يمكن أن يحدث للبلد ليس انقطاع التيار… بل انقطاع الوعي". وشدد في مقاله على أن غسل العقول وتغييب المبادئ هو الهدف الحقيقي لـ "قوى الظلام".

جاء نص مقال الدكتور فريد شوقي كما يلي:

"مقالي مستلهم من مسرحية “عفاريت مصر الجديدة” — يمنح الأمل ويُعيد الروح

في زمنٍ كان فيه الظلام يطفئ العقول قبل الكهرباء…

خرجت علينا مسرحية عبقرية مثل “عفاريت مصر الجديدة” لتقول لنا — بطريقة ساخرة، ذكية، وجريئة — إن أخطر ما يمكن أن يحدث للبلد ليس انقطاع التيار… بل انقطاع الوعي.

تخيّلوا…

أستاذ قانون محترم مثل توفيق الدقن يُختطف لحظة انقطاع النور…

فيرجع لنا رجلًا آخر، لا يبحث عن العدل ولا يدافع عن الحق… بل يبحث عن راقصات!

وكأن الرسالة: حين يُطفأ نور العقل… يُعاد تشكيل الناس كما تشاء قوى الظلام.

ثم يعود الصحفي… لا بقلمه الذي يكشف الحقائق…

بل كقارئ فنجان ومنجّم!

في إشارة واضحة إلى أن غسل العقول أخطر من خطف الأجساد… وأن تغيير المبادئ أشبه بزيادة مقاس القدم من 40 إلى 44… شيء لا يُصدَّق — لكنه يحدث حين يغيب النور.

لكن وسط كل هذا العبث…

وسط الخطف، والظلام، وتغييب العقول، وتكميم الأفواه..

تأتي الجملة الذهبية التي تلخص فلسفة المسرحية… وفلسفة الحياة:

“وإذا انطفى النور… ولّع شمعة.”

يا الله… ما أعمقها!

لم يقل اضرب، لم يقل اصرخ، لم يقل حارب…

قال ببساطة: “ولّع شمعة.”

لأن شمعة واحدة…

قد تهزم ظلام غرفة كاملة.

وشعاع ضئيل… قد يُعيد الطريق لمن فقده.

وابتسامة صغيرة… قد تُعيد الأمل لقلبٍ مُنهَك.

واليوم، ومع كل ما يمرّ به الناس من ضغوط ومعاناة ومخاوف… نحتاج أن نتذكّر تلك الشمعة.

نحتاج أن نؤمن أن النور لا يختفي إلا إذا سمحنا له أن يختفي…

وأن الأمل لا يموت إلا إذا تركناه يموت.

وكل واحد فينا جواه شمعة… مهما هبّت عليها الرياح، تفضل قادرة تضيء. المهم إننا مانسيبش حد يطفيها.

ونحتاج أن نتذكر كلمات الفنان العظيم توفيق الدقن في آخر أيامه:

“أنا هموت… وما سبتش لكم حاجة تخجّلوا منها.”

جملة تليق برجل عاش نظيفًا… وفنان قدّم رسالة… وبصمة لا تُنسى.

الرسالة التي تبقى لنا اليوم هي:

مهما تعسّرت الحياة…

ومهما صادفنا من مضايقات أو أزمات…

ومهما حاول البعض أن يطفئ نورنا…

فإن شمعة صغيرة بإمكانها أن تؤكد أننا مازلنا هنا… ومازال في القلب نور… ومازال في الطريق أمل.

أوقدوا شمعكم…

فالقادم أجمل بإذن الله،

وأكثر رحمة،

وأوسع نورًا…

لكل من لم يفقد إيمانه بالغد.

د. فريد شوقي المنزلاوي

كاتب ومفكر سياسي"

أكد الدكتور فريد شوقي أن رسالة المسرحية اليوم هي ضرورة إيقاد شمعة الأمل والوعي، مضيفاً أن القادم سيكون أجمل "لكل من لم يفقد إيمانه بالغد".



موضوعات مشابهه