الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
10:58:39am

غزة تنزف.. وأين الضمير؟

الجمعة ١٦ - مايو - ٢٠٢٥

بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي

عضو منظمة العفو الدولية
عضو الهيئة العليا لحزب العدل
مرشح محتمل لعضوية مجلس النواب عن دائرة المنتزه – الإسكندرية

في يوم جديد من الدم والدمار، يستيقظ العالم على مجزرة مروّعة في قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من مائة مدني فلسطيني بريء، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، في جريمة نكراء تهتز لها الضمائر، وترتعد لها القلوب. هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، المستمر بلا هوادة، لم يترك مستشفى إلا وقصفه، ولا بيتًا إلا وهدمه فوق ساكنيه، في انتهاك صارخ لكل ما تبقى من القانون الدولي الإنساني، وكل ما تبقى من إنسانية.

إن ما يحدث في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف الوجود الفلسطيني ذاته، وتضرب بعرض الحائط أبسط مبادئ العدالة والرحمة. وماذا بعد؟ إلى متى سيبقى العالم متفرجًا؟ إلى متى يستمر هذا الصمت الدولي المريب؟ هل أصبحت الدماء الفلسطينية أرخص من أن تُدان؟!

بوصفي عضوًا في منظمة العفو الدولية، وفاعلًا سياسيًا مصريًا، فإنني أدين هذا العدوان الوحشي بكل ما أملك من صوت، وأدعو إلى تحرك عربي وإقليمي ودولي عاجل لوقف نزيف الدم، وإنقاذ ما تبقى من الأرواح، وحماية المدنيين الذين تُركوا وحدهم في وجه آلة القتل. لا يجوز أن نصمت بينما تنتهك القوانين الدولية ويُدفن الضحايا تحت ركام الصمت.

وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أتوجّه بخالص التحية والتقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ورفضه القاطع للعدوان على المدنيين، وتأكيده الدائم على ضرورة وقف إطلاق النار وحماية الأبرياء. إن هذا الموقف المشرّف، الذي يعكس أصالة القيادة المصرية وحرصها على الأمن القومي العربي، هو موضع فخر واعتزاز لكل مصري حر، ولكل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.

كما أطالب بالمزيد من الجهد الدبلوماسي والسياسي والحقوقي، لفضح هذه الجرائم أمام العالم، وتكثيف الدعم المصري الرسمي والشعبي لصمود أهلنا في غزة، حتى ينالوا حريتهم وحقوقهم المشروعة.

غزة لا تبكي وحدها، فدمها في رقابنا جميعًا، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
المجد لشهداء فلسطين.. وعاشت فلسطين حرّة، عربية، أبية.



موضوعات مشابهه