فريد شوقي: الإنسانية ليست خيارًا.. بل مسؤولية يجب أن نعيد إحيائها

الخميس ٢٤ - أبريل - ٢٠٢٥
أكد الدكتور فريد شوقي، عضو الهيئة العليا لحزب العدل، وعضو منظمة العفو الدولية، أن مشاهد التراجع الأخلاقي والإنساني التي نراها في عدد من المواقف اليومية، لم تعد مجرد ظواهر فردية، بل مؤشرات مقلقة على تغيّر في السلوك العام، يستوجب الوقوف أمامه وإعادة التقييم.
وأشار الدكتور فريد شوقي إلى حادثة مؤسفة شهدها أحد ملاعب كرة القدم في الإسكندرية، حيث تعرّض أحد اللاعبين لإصابة وسقط على الأرض، إلا أن الحكم لم يلتفت إليه، واستُكملت المباراة في مشهد يفتقد لأبسط معايير الرحمة والضمير وأضاف:
"الإنسانية تسبق القوانين والبروتوكولات، وما حدث على أرض الملعب لا يليق بالروح الرياضية، ولا بمن يُفترض أن يحمي سلامة اللاعبين."
كما علّق على مشهد احتفال بعض اللاعبين في وقت كان زميلهم ساقطًا على الأرض، قائلًا:
"لا يجب أن يكون الانتصار أهم من الحياة الاحتفال والخصم يتألم سلوك لا يحمل أي قدر من الوعي أو المسؤولية، ويجب على الأندية والاتحادات الرياضية إعداد لاعبيها وحكامها نفسيًا وأخلاقيًا، لا فقط بدنيًا."
وفي سياق آخر، أبدى الدكتور شوقي استياءه الشديد من واقعة اعتداء أحد الأشخاص – تبين لاحقًا أنه عميد متقاعد بالقوات المسلحة – على سائق ميكروباص أمام زوجته وأبنائه، وذلك إثر مشادة بسيطة خلال توصيلهم.
وقال: "رغم أن القانون أخذ مجراه، وكان هناك تحرك رسمي مشكور، إلا أن الموقف في حد ذاته صادم، ويجسّد كيف يمكن أن يتحول فرد يحمل صفة اعتبارية إلى أداة للعنف غير المبرر نحن بحاجة إلى استعادة إنسانيتنا قبل أي شيء آخر."
كما أشاد الدكتور فريد شوقي بموقف السائق الذي رفض أي تعويض مادي أو محاولات لاحتواء الموقف بشكل شكلي، مؤكدًا أن ما طلبه كان فقط رد اعتباره وكرامته الإنسانية.
واستشهد في ختام كلمته بموقف اللاعب المصري محمد رشوان في أولمبياد 1984، حين رفض استغلال إصابة منافسه الياباني، وخسر الذهبية مقابل كسب احترام العالم، وقال:
"هذه هي الإنسانية في أبهى صورها... الميداليات لا تساوي شيئًا أمام القيم."
كما ثمّن الدكتور شوقي المواقف الإنسانية المتكررة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما في استقباله لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة، وقال:
"حين يحتضن الرئيس أحد الشباب من ذوي الهمم، ويبتسم له ويصافحه بمحبة حقيقية، فهذا يعيد لنا الأمل أن القيم لا تموت، وأن القيادة تدرك أهمية البُعد الإنساني."
وختم حديثه بدعوة إلى إعادة إحياء ثقافة التراحم في البيوت والمدارس والمؤسسات، مؤكدًا أن الإنسانية ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على ما تبقى من تماسكنا الاجتماعي.