فريد شوقي خروج مصر من قائمة الملاحظات الدولية خطوة إيجابية نحو بيئة عمل عادلة

الأحد ٠٨ - يونيو - ٢٠٢٥
بقلم: الدكتور "فريد شوقي المنزلاوي "عضو منظمة العفو الدولية
وعضو الهيئة العليا لحزب العدل بالاسكندرية،و باحث فى قضايا المواطنة وحقوق الانسان
تابعنا جميعًا إعلان وزارة القوى العاملة حول عدم إدراج مصر في قائمة الملاحظات الطويلة
لمنظمة العمل الدولية لعام 2024، للعام الرابع على التوالي. وهذه ليست مجرد “إزالة اسم”
بل خطوة إيجابية تستحق التقدير، ومؤشر مهم على التزام الدولة بتحسين بيئة العمل وتعزيز الحقوق العمالية
ماذا يعني خروج مصر من “القائمة السوداء”؟
القائمة المشار إليها هي بمثابة رصد دولي لحالات عدم الالتزام باتفاقيات العمل، وتكرار وجود اسم دولة
فيها يُعد إشعارًا سلبيًا للمجتمع الدولي والمستثمرين
وبالتالي، خروج مصر من هذه القائمة يفتح أبوابًا جديدة من الثقة الدولية، ويُظهر تحسنًا ملموسًا في ملفات
مثل الحوار المجتمعي، وتمثيل النقابات، وحماية العمال، وحقوق المرأة في العمل، والعمالة غير المنتظمة
خطوات عملية تمت على أرض الواقع
• تنفيذ انتخابات نقابية استكمالية وفقًا للمعايير
• تطوير تشريعات العمل وتفعيل الحوار الثلاثي بين الحكومة والعمال وأصحاب الأعمال
• دعم الحماية الاجتماعية، والبدء في إجراءات تخص سلامة العمل، وتوفير بيئة لائقة للمرأة
• رفع الحد الأدنى للأجور، وإطلاق برامج لتأهيل الشباب وسوق العمل الحر
مصر تتحرك في الاتجاه الصحيح
كمراقب للوضع الحقوقي وعضو في منظمة العفو الدولية، أرى أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية
يجب استكمالها بخطوات أوسع وأكثر عمقًا، لضمان عدم العودة لتلك القائمة مستقبلاً، وتحقيق توازن
حقيقي بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية
رسائل مهمة نوجهها اليوم
1. للمجتمع الدولي: مصر تتحرك فعلاً نحو الالتزام بالاتفاقيات الدولية وليس مجرد شعارات
2. للمستثمرين: بيئة العمل في مصر تشهد تحسنًا حقيقيًا، مما يعزز الثقة في الاستثمار
3. للمواطن المصري: هناك تحسن يحدث، ويجب أن نطالب باستمراره وتوسيعه ليشمل
كل العاملين بلا استثناء
4. لصناع القرار: نُثمن هذه الخطوات، ونتطلع إلى تعميقها بقوانين عادلة
وممارسات تُشرك المواطن في صناعة مستقبله
ختامًا، لا بد أن نُشيد بكل مسؤول شارك في هذا الإنجاز، وكل عامل دافع عن حقه بشرف
وكل مؤسسة وطنية سعت للارتقاء بثقافة العمل في مصر
الحقوق لا تُهدى… بل تُبنى خطوة بخطوة، ونحن على الطريق