في عزّ الظلمة… كانت هي النور

الإثنين ٢٦ - مايو - ٢٠٢٥
الدكتورة الفلسطينية…
اللي وقفت في قلب المستشفى، لابسة بالطو الشغل،
واستقبلت جثامين ولادها التمنية…
واحد ورا التاني…
كلهم ضحايا القصف… ضحايا العدوان…
لكن هي؟
موقعتش…
مبكتش قدامهم…
حضنتهم بوداع ورفعت راسها بصمود…
وكأنها بتقول للعالم كله:
“أنا لسه واقفة… ولسه هكمل… ولسه عندي أمل.”
المشهد ده مش بس وجع…
ده ملحمة صبر،
درس في التضحية،
وصرخة إيمان بتقول:
“الاحتلال ممكن يقتل الجسد…
لكن عمره ما هيكسر الروح.”
وسط كل ده… لازم نفتكر وعد ربنا:
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”
[إبراهيم: 42]
العدل السماوي ما بيتأخرش… بس بييجي في الوقت الصح… وبالقَدَر اللي يردّ الكرامة.
الاحتلال الغاشم فاكر إنه بينتصر لما يهدّ بيت أو يدفن حلم…
بس هو ميعرفش…
إن كل دمعة بتنزل… وراها ضحكة جاية،
وكل وداع… وراه رجوع،
وكل ليل حالك… وراه فجر جديد.
ما تستسلمش…
ما تسيبش الحزن يطفّي نورك…
ما تفقدش إيمانك إن ربنا شايف… وإن العدالة جاية، مهما اتأخرت.
الرسالة دي مش بس عن فلسطين…
دي رسالة لكل قلب موجوع،
لكل أم مكسورة،
لكل شاب فقد الأمل،
لكل حد بيصارع وجعه في صمت.
قوم… شد حيلك…
امسح دمعتك…
وافْتكر دايمًا:
“وراء كل دمعة… فيه بسمة،
ورا كل محنة… فيه منحة،
ورا كل غيم… فيه شمس مستنياك تطلع.”
انت مش لوحدك…
ولسه في أمل… ولسه في بكرة أحلى…
ولسه الشمس هتطلع… وهتدفّي القلوب من تاني.
وحيجي يوم… ونصلي في الأقصى.
وحيجي يوم… وتبقى مصر أد الدنيا بحق.
وحيجي يوم… نصنع وننتج ونصدّر ونكون في مقدمة الأمم…
بس لازم نجتهد … نصبر
… نشتغل… ونتمسك بالأمل.
د. فريد شوقي المنزلاوي
ابن الشعب – مرشح مجلس النواب ٢٠٢٥
عضو منظمة العفو الدولية
المفكر والمحلل السياسي