كيف تمنحين طفلك حرية آمنة دون فقدان السيطرة؟
الإثنين ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٢٥
تربية الأطفال تبقى واحدة من أكثر المهام التي تتطلب حكمة وقدرة على الموازنة بين الحرية والانضباط، فالأم ترغب دائمًا في منح طفلها مساحة للنمو واكتشاف العالم، لكنها في الوقت نفسه تخشى وقوعه في الأخطاء أو التعرض للمخاطر. وبين الرغبة في الحماية وضرورة السماح بالاستكشاف، تقف الكثير من الأمهات أمام سؤال مهم: كيف يمكن منح الطفل حرية أكبر داخل إطار من الأمان والانضباط دون أن تتحول العملية إلى سيطرة مزعجة أو صرامة تُضعف ثقته بنفسه؟
وبحسب تقرير نشره موقع empoweringparents، فإن فهم احتياجات الطفل يمثل الخطوة الأولى للتعامل معه بشكل صحي ومتزن، فالحرية ليست فوضى، بل مساحة للتجربة والتعلم. يحتاج الطفل للشعور بأن رأيه مسموع، وأن له دورًا في بعض القرارات المناسبة لعمره، مما يسهّل على الأم توجيهه دون صدام.
كما يؤكد التقرير أن وضع قواعد واضحة وثابتة داخل المنزل يمنح الطفل شعورًا بالأمان، فمعرفة ما هو مسموح وما هو غير مسموح يساعده على الالتزام بهدوء. وتأتي بعد ذلك خطوة تقديم بدائل تناسب عمره، مثل منحه حرية اختيار ملابسه أو نشاطه المفضل، ما يعزز استقلاليته تدريجيًا.
ويشير الخبراء إلى أهمية السماح بالأخطاء، كونها جزءًا طبيعيًا من رحلة التعلم، على أن يتم التعامل معها بهدوء وتحويلها إلى درس، وليس إلى عقاب. وفي الوقت نفسه، ينبغي اعتماد أسلوب المتابعة الذكية دون مبالغة في السيطرة، مثل مراقبة الطفل من بعيد أثناء اللعب أو تحديد وقت مناسب لاستخدام الهاتف.
ويختتم التقرير بالتأكيد على أهمية تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، عبر الثناء على تصرفاته الإيجابية ومنحه مهام بسيطة داخل المنزل، ليشعر بأنه عضو مهم داخل الأسرة، وهو ما يرفع إحساسه بالمسؤولية ويقوّي استقلاليته.


