في ثناءٍ تجاوز حدود الإشادة الفنية إلى التحليل السياسي والاجتماعي العميق، نشر الخبير والكاتب الدكتور فريد شوقي المنزلاوي بياناً نارياً عن الفنان القدير محمد صبحي. ووصف الدكتور المنزلاوي قرار صبحي برفض المناصب الوزارية بأنه دليل على إيمانه بأن "الفن والثقافة أمانة قبل أن تكون وظيفة".

ويؤكد الدكتور المنزلاوي في بيانه أن محمد صبحي هو "سفير الثقافة والوعي" الذي يُعيد للفن هيبته، مشدداً على أن "العقل سلاح.. والوعي بداية كل انتصار".

إليكم النص الكامل للبيان الصادر عن الدكتور فريد شوقي المنزلاوي:

محمد صبحي… ليس فنانًا فحسب، بل مدرسة لكل الأجيال!
رجل حمل الفن على كتفه كما تُحمل الأمانة…
أعطى للثقافة عمره، وللعقل وقته، وللوطن موهبته،
حتى أصبح رمزًا لا يختلف عليه اثنان، رمزًا للوعي، للفكر، وللعزة الوطنية.

هذا الرجل لم يصعد المسرح ليضحكنا فقط…
بل صعد ليوقظنا، ليحرّك عقولنا، ليذكّرنا أن الفن رسالة،
وأن الإنسان الواعي هو القوة الحقيقية…
مشروع نهضة كامل في رجل واحد، يصنع أجيالًا تفكر، تحلم، وتبني.

محمد صبحي سفير الثقافة والوعي!
يتنقل من عمل لآخر، ومن رسالة لأخرى، كأنه في مهمة وطنية لا تنتهي؛
مهمته: “العقل سلاح… والوعي بداية كل انتصار.”

والأعظم… أنه عرض عليه منصب وزير أكثر من مرة، لكنه رفض كل المناصب، لأنه يعلم أن رسالته أهم من أي منصب، وأن الفن والثقافة أمانة قبل أن تكون وظيفة.
حقًا… هو الرجل الذي يُعلمنا أن الرسالة هي الكنز الأكبر، وأن المبادئ فوق كل الألقاب.

لقد علمنا أن الفن رسالة، وأدى هذه الرسالة بكل شرف وصدق،
وأثبت أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل أرض لإشعال العقول، وإيقاظ الضمائر، وبناء الوطن.

وما أحوجنا اليوم لرجال مثل محمد صبحي،
رجال يؤمنون أن الوعي هو قوة، والفكر هو النصر، والفن هو الطريق لبناء مستقبل يليق بنا جميعًا.

تحية تقدير لهذا الرجل العظيم،
الذي رفض الابتذال، وأعاد للفن هيبته، وللمسرح روحه، وللوطن مكانته،
وصنع أجيالًا تفكر… تحلم… وتبني!

د. فريد شوقي المنزلاوي