السبت ١٣ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
01:58:13am

مش هتستقيل يا وزير؟ ولا لسه الحياء مجاش؟

الجمعة ٢٠ - يونيو - ٢٠٢٥

بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي

ابن الشعب وصوت الناس

في عزبة بسيطة من قلب بني سويف،
طلعت بنت صغيرة اسمها مي سعيد فوزي،
وقفت بكل شجاعة وقالت:
“أنا الوحيدة اللي نجحت من بين 60 طالب!”

واحد بس من ستين؟
أيوه… ودي مش نكتة، ولا مشهد في فيلم،
دي حقيقة موجعة بتحصل في مدارس ولادنا النهاردة!

بس المدهش… إن اللي قالتها مش مسؤول ولا وزير،
اللي قالها بنت في تالتة إعدادي…
طفلة، بس عندها ضمير، وشايفة اللي الكبار بيطنّشوه!

مي حطّت إيدها على الجرح،
وقالت: “المدرسين مش بييجوا، والإدارة بتكدب، وزمايلي مش ملتزمين…”
وقالتها من غير خوف، ومن غير حسابات…
وقالتها لأنها بتحب بلدها، وعاوزة تشوفها أحسن.

المدرسين اتحقق معاهم، والمدير اتوقف،
بس يا ترى…
فين الوزير؟
فين اللي المفروض يكون المسؤول الأول عن مستقبل أولادنا؟

يا معالي الوزير…
لو قلبك اتحرك لكلمة بنت، فاعرف إنها مش بتشتكي،
دي بتمثل ملايين التلاميذ اللي صوتهم مش بيوصل…
ملايين الأسر اللي بتبيع الدهب عشان درس خصوصي…
ملايين الأحلام اللي بتضيع كل سنة في ورقة امتحان!

بس خليني أقولك حاجة يا شعب مصر:
مفيش ألم بيستمر، ومفيش فشل دايم، ومفيش نظام أقوى من إرادة الناس.
وإنتوا… أقوى من أي منظومة فاسدة،
وأصدق من أي بيان بيتكتب في مكتب مكيف.

أنا مش بقول الكلام دا عشان أوجع قلوبكم،
بالعكس…
أنا بكتب عشان أطمنكم… إن لسه في أمل، ولسه في ناس بتفكر فيكم بجد.
وبإيدينا، هنصلّح، وهنعيد الكرامة للتعليم،
وهنرفع راس كل طالب تعب وذاكر ووقف قدام الظلم.

عاوزكم تفتكروا إن “مي” مش بس نجحت في الامتحان…
دي نجحت إنها تفوّق ضميرها على الخوف،
وتفوّق الحقيقة على السكوت.
ودي أول خطوة في التغيير الحقيقي.

فـ يا معالي الوزير…
رجاء قدّم استقالتك صدقني مش عيب ومش ضعف، ولا هروب…
لكن عشان الناس تفتكرك مرة واحدة كرجل احترم نفسه قبل ما يطلب احترام الناس.

ويا أهل بلدي…
افخروا بولادكم… اسندوهم… واسمعوهم.
وبلاش تفقدوا الثقة في بكرة،
لأن بكرة لينا…
ولأنكم مش لوحدكم.

“أنا مش ضد الوزارة… أنا مع الإصلاح. ومفيش إصلاح من غير اعتراف بالخطأ



موضوعات مشابهه