الخميس ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٢٥ القاهرة
01:53:40am

من يستحق جائزة نوبل للسلام حقًا؟

الأربعاء ٠١ - أكتوبر - ٢٠٢٥

منذ تأسيس جائزة نوبل للسلام عام 1901، ظلّ السؤال قائمًا: هل تمنح لمن يطلق الشعارات أم لمن ينجح فعلًا في تجنيب الشعوب ويلات الحرب؟

الحقيقة أن كثيرًا من الحاصلين على الجائزة في العقود الأخيرة حصلوا عليها مجاملة أو استنادًا إلى نوايا أكثر من الأفعال. بينما الواقع يؤكد أن هناك قادة اتخذوا قرارات صعبة في أحلك الظروف، جنبوا أوطانهم والمنطقة صدامات كارثية، ويأتي في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

1- السيسي وسد النهضة: حكمة تجنّب الحرب وبُعد النظر

ملف سد النهضة كان ولا يزال أحد أخطر التحديات على مصر عبر تاريخها الحديث.
• كان من السهل الانزلاق إلى حرب إقليمية مع إثيوبيا بعد التصعيدات المتكررة والاستفزازات المستمرة.
• لكن الرئيس السيسي اختار طريق الحكمة، فوضع الأمن المائي لمصر كأولوية، مع التمسك بالمفاوضات وعدم الانجرار إلى فخ المواجهة العسكرية التي كانت ستغرق المنطقة في فوضى لا نهاية لها.
• لم يكتفِ بذلك، بل نظر إلى المستقبل بعين القائد المسؤول: ففكّر في خطر الغرق المفاجئ إذا ما فُتح السد فجأة أو انهار لأي سبب. لذلك جاء مشروع تبطين الترع وتطوير شبكات المياه كحل مزدوج؛ من جهة لترشيد استخدام المياه، ومن جهة أخرى لاستيعاب أي كميات مفاجئة، وحماية المدن من الغرق.
• بل إن هذه الرؤية تحولت إلى فرص للتنمية، فتم استغلال مشاريع المياه في تعمير مدن جديدة بدلًا من أن تكون الكارثة غرقًا ودمارًا.

2- السيسي وفلسطين: صوت العقل في زمن الصراع

القضية الفلسطينية ظلت دائمًا محورًا لصراعات دموية متكررة، وفي كل مرة، كانت القاهرة بقيادة الرئيس السيسي تقف كصمام أمان:
• وقف إطلاق النار: مصر لعبت الدور الأساسي والفعّال في التوصل إلى هدن متكررة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مُنقذة أرواح آلاف المدنيين.
• المساعدات الإنسانية: لم تتوقف قوافل مصر عن دخول غزة، حاملة الغذاء والدواء والمستشفيات الميدانية.
• موقف سياسي ثابت: السيسي لم يساوم على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وفي الوقت ذاته لم يسمح بانزلاق المنطقة لحرب إقليمية مفتوحة.

3- مواقف تتجاوز المجاملة

حين نتحدث عن استحقاق جائزة نوبل للسلام، فنحن لا نتحدث عن خطابات أو نوايا، بل عن قرارات واقعية:
• تفادي حرب مع إثيوبيا، مع الاستعداد الذكي لأي طارئ.
• إرساء هدنة متكررة بين إسرائيل وفلسطين.
• تعزيز الاستقرار في ليبيا والسودان بجهود الوساطة.
• دعم الحوار الإقليمي كخيار وحيد للاستقرار.

الخلاصة

إن كان العالم يبحث فعلًا عن من يستحق جائزة نوبل للسلام، بعيدًا عن المجاملة أو الحسابات السياسية، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحد أبرز المرشحين الطبيعيين لها.
لقد أثبت أن السلام لا يُبنى بالشعارات بل بالقرارات الشجاعة، وأن تجنّب الحرب أحيانًا هو أعظم إنجاز يمكن أن يقدمه قائد لشعبه وللعالم

د.فريد شوقي المنزلاوي
الكاتب والمفكر والمحلل السياسي



موضوعات مشابهه