هنا يرقد أينشتاين العرب الدكتور على مصطفى مشرفة.. تم نقل رفات العالم الراحل لحوش الباشا أثناء إنشاء طريق النصر

الأحد ٢٥ - أغسطس - ٢٠٢٥
مسئول المقبرة: أحفاده يزورنه باستمرار وسجلت كأثر خلف أبواب مغلقة وفي غرفة متواضعة داخل حديقة حوش الباشا
أو قبة أفندينا في منطقة منشأة ناصر بالقاهرة، يرقد جثمان واحد من أهم وأعظم العلماء المصريين والعرب
الدكتور علي مصطفى مشرفة، الذي أضاء سماء العلم فى مصر والعالم أجمع والملقب بـ أينشتاين العرب
أثناء دخولك لـ"حوش الباشا" وقبل الوصول لضريح الخديوي توفيق، ستشاهد على يمينك أثناء الدخول مبنى لحجرة صغيرة بها
المقبرة التي يرقد بها جثمان العالم الكبير علي مصطفى مشرفة، تتوسط الغرفة المدفون بها أيضا أشقاؤه وأبناؤه المقبرة
لتؤكد أن الدكتور علي مشرفة رحل بجسده لكن ظل علمه وأبحاثه وكتاباته باقية، وبعد وفاته نعاه العالم الكبير
أينشتاين الذي قال عنه: لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه مازال حيا بيننا من خلال أبحاثه.. إننا محتاجون
إليه ووفاته خسارة كبيرة، كان رائعا وكنت أتابع أبحاثه دوما لأنه من أعظم علماء الطبيعة فى العالم
في منتصف الغرفة وفور الدخول من بابها ستجد لحد الدكتور مشرفة وسيلفت نظرك غطاء الشاهد المدون
عليه السيرة الذاتية للعالم الراحل منذ ولادته حتى رحيله مرورا بالجوائز والأبحاث والمناصب الذي شهدها في حياته
كانت بداية غطاء الضريح هو البسملة ثم عنوان تعريفي بصاحب المقبرة وتم صياغتها كالتالي.. زعيم النهضة العلمية
الأول في مصر والشرق الأوسط المغفور له الدكتور علي مصطفى مشرفة باشا، ولد بدمياط في 22 صفر 1316 هجرية
الموافق 11 يوليو سنة 1898 ميلادية وتوفى إلى رحمة الله تعالى في 27 ربيع الأول سنة 1369 هجرية
الموافق 16 يناير سنة 1950 ميلادية
أول مصري شرقي حصل على الدكتوراه في العلوم سنة 1924 من جامعة لندن، عين أستاذا بمدرسة المعلمين العليا
سنة 1923 إلى سنة 1925، عين أستاذا مساعدا لقسم الرياضة بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول سنة 1925 فاحتج
زعيم الشرق سعد زغلول باشا بمجلس النواب فعين أستاذا للرياضة التطبيقية بجامعة فؤاد الأول سنة 1926
انتخب أول عميد مصري لكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول سنة 1936، انتخب وكيلا لجامعة فؤاد الأول من
سنة 1946 إلى آخر سنة 1948
أبحاثه العلمية العالمية في نظرية الكم والنسبية والذرة، له مؤلفات علمية وأدبية واقتصادية واجتماعية وفلسفية
وموسيقية وتربوية وقام بمراجعة وترجمة أمهات الكتب العلمية الرفيعة لأشهر العلماء في العالم واستمر في أبحاثه
وإنتاجه إلى النفس الأخير من حياته العظيمة
أسس واشترك في تأسيس جمعيات علمية واجتماعية وأدبية وفلسفية وموسيقية وتربوية منها الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية
الأكاديمية المصرية للعلوم، المجمع المصري للثقافة العلمية، المجمع العلمي المصري، مجلس فؤاد الأول الأهلي للبحوث، لجنة العلوم الرياضية
والطبيعية، لجنة طبيعيات النيل، اللجنة الأهلية للرياضة البدنية، اتحاد جامعة فؤاد الأول، المجمع العلمي المصري، الشعبة القومية للاتحاد الدولي
للطبيعة البحتة والتطبيقية، جمعية القرش للصناعات المصرية، جمعية إنقاذ الطفولة المشردة، جمعية نهضة القرى، الجمعية المصرية
لهواة الموسيقى والمجلس الأعلى لشؤون الموسيقى هو العالم الوحيد في الشرق الذي دعته أمريكا بجامعة برنستون
عام 1947 لعلو مكانة أبحاثه العلمية العالمية ومثل بلاده في عدة مؤتمرات عالمية علمية.. أسكنه الله فسيح جناته
وأسبغ عليه فيض رحمته ورضوانه وعوض الأمة خيرا في فقد الراحل الكريم
المهندس "على حسن مصطفى مشرفة" أحد أحفاد الراحل وهو ابن شقيقه اللواء حسن مشرفة، أشار إلى أنه بالفعل تم نقل المقبرة من الأوتوستراد
إلى مكانها الحالي لكن ليس لديه المعلومات الكافية حول كواليس أو تاريخ نقلها
وأشار مسؤول المقبرة إلى أنه أيضا مدفون بجوار العالم الراحل الطيار حسن حسن مصطفى مشرفة، والحاجة جميلة محمد إحسان العقاد
زوجة المهندس على حسن مصطفى مشرفة، ووالدته السيدة لؤلؤة حسن كرارة، كذلك مدفون بالمقبرة أولاد شقيقه الدكتور عطية
وهم عاصم وسهير وسهى عطية مصطفى مشرفة، وهناك أيضا أفراد آخرين من العائلة
وكان الدكتور "مشرفة" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة، وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها فى الحرب
بل كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهى أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه القنبلة، إلا أنه لم يكن يتمنى
أن تصنع القنبلة الهيدروجينية، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات فى الولايات المتحدة وروسيا
توفى الدكتور على مصطفى مشرفة عن عمر يناهز 52 عامًا يوم الاثنين الموافق 15 يناير 1950.. ويذكر أن ألبرت آينشتاين قد نعاه
عند موته قائلاً: لا أصدق أن مشرفة قد مات، أنه ما زال حيًا بيننا من خلال أبحاثه
شيعت جنازته فى 17 يناير، مثل هذا اليوم، 1950، وكان موته فاجعة يصفها الكاتب والشاعر كامل الشناوى
فى كتابه زعماء وفنانون وأدباء
قائلا: وقع الحدث الجلل، احترق الشهاب المشحون علما وذكاء وعبقرية
مات على مصطفى مشرفة وفى رأسه كثير من العلم، وفى نفسه كثير من الألم، فقد حزت فى نفسه إذلاله بإقصائه
عن منصب وكيل الجامعة، ومنعه كبرياؤه من أن يشكو، وكما عاش حياته العلمية فى هدوء لفظ آخر أنفاس حياته فى هدوء