السبت ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
04:28:29pm

هو السيسي رايح بمصر على فين؟

السبت ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٢٥

بقلم / د. فريد شوقي المنزلاوي

الكاتب والمفكر السياسي

في زمنٍ تكسرت فيه الأحلام على صخور المؤامرات، واشتدت فيه رياح الفتن من الداخل والخارج، وقف رجل واحد أمام العاصفة، شامخًا كالأهرام، ثابتًا كالنيل، مؤمنًا بأن مصر لا تُهزم… لأنها ببساطة لا تعرف الهزيمة.

منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي على كتفيه أمانة وطنٍ أثقلته سنوات الانقسام والاضطراب، لكنه لم يتردد، ولم يساوم، ولم ينكسر. واجه الإرهاب في الداخل، وضغوط القوى في الخارج، وحمل على عاتقه إعادة بناء الدولة المصرية حجرًا فوق حجر، وإحياء ثقة المواطن في قدرات وطنه.

اليوم، ونحن ننظر إلى مصر الجديدة، ندرك أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل رؤية واعية وإدارة عقلانية تُدير الملفات بعقل القائد وصبر الحكيم.
الرئيس السيسي لم يكن يومًا رجل الشعارات، بل رجل الفعل والبصمة… من يدرك قيمة الكلمة حين تتحول إلى إنجاز على أرض الواقع.

من محطة الضبعة النووية التي وضعت مصر على خريطة الدول النووية السلمية، إلى محطات الطاقة الشمسية العملاقة في بنبان بأسوان، التي جعلت من شمس مصر طاقةً للحياة والنور، ومن تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة رسالة بأننا أصبحنا نصدر النور بدلًا من أن ننتظر من يضيئ لنا الطريق.

ولم يقتصر إنجاز الرئيس على الداخل فقط، بل امتد ليشمل دوره التاريخي في حماية الأمن القومي العربي، حين نجحت القاهرة – بقيادته – في التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة بعد أن عجز العالم كله عن كبح آلة الدمار التي حصدت آلاف الأرواح خلال عامين من الهجوم الإسرائيلي الوحشي.
لقد أعادت مصر وقتها للعالم ضميره، وللإنسانية توازنها، وأثبتت أن صوت القاهرة لا يزال الأقوى عندما يتحدث باسم العدالة والسلام.

وفي وقت كانت فيه بعض الدول تنغلق على نفسها، فتحت مصر ذراعيها للعالم، شجعت على الاستثمار، دعمت الصناعة الوطنية، ورفعت راية التصدير بدل الاستيراد، لتتحول من دولة تبحث عن المساعدات إلى دولة تصنع قوتها بإرادتها وعقول أبنائها.

لقد واجه الرئيس تحديات لا تُحصى: مؤامرات إعلامية، وحروبًا اقتصادية، وضغوطًا سياسية، لكن في كل مرة كان ينتصر بنفس السلاح الذي يميزه عن الآخرين: العقل الواعي والإيمان بوطن لا يُقهر.

اليوم، لم تعد مصر مجرد دولة تستعيد مجدها، بل أصبحت رقمًا صعبًا في معادلة العالم، وصوتًا يُسمع في كل محفل دولي.
ووراء كل ذلك، قائد يعرف متى يتحدث ومتى يصمت، متى يواجه ومتى يحتوي، ومتى يترك التاريخ يتحدث عنه بدل أن يتحدث هو عن نفسه.

سيذكر التاريخ أن في زمنٍ كثرت فيه التحديات، كان في مصر رجل اسمه عبدالفتاح السيسي…
رجل لم يعرف المستحيل، وقرر أن يُعيد كتابة اسم مصر بأحرفٍ من ضوء.



موضوعات مشابهه