بعد تصديق الرئيس بإسناده دعويا للأوقاف.. الجمعة الأولى من مسجد مصر بحضور كبار رجال الدولة

الجمعة ١٧ - يناير - ٢٠٢٥
قال الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية ، إن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين
ويهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها
فما أن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين
حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان وتدمر الحضارة
وأضاف خلال خطبة الجمعة بالمسجد الكبير بالمركز الثقافى الاسلامى بالعاصمة الادارية
،بعنوان "التحذير من خطورة التكفير"، ان الفكر المتطرف عقبة خطيرة قد تؤدى الي
هلاك البلاد والعباد ، فالحكم بالتكفير علي أهل القبلة خطأ، ش
فمن نصب هؤلاء الحدثاء حكاما على دين المسلمين بالتفسيق والتكفير؟! بأي حق يدخلون هؤلاء الجنة
ويخرجون أولئك من النار؟
أليس الوعيد النبوي الشديد حاضرا يهز القلوب «أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، وكأن
النبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر من وراء الحجب ويصف هؤلاء وصفا عجيبا
إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردء الإسلام، اعتراه إلى ما شاء الله
انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قيل
يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟
قال: «بل الرامي»، ثم قل لنفسك أيها المكرم: أليس هذا المشهد حاضرا اليوم بكل تفاصيله؟
إن هؤلاء المفسدين في الأرض قد أجرموا بالتعدي على آيات القرآن الكريم
وأحاديث نبي الرحمة الأمين -صلوات ربي وسلامه عليه-، يقتطعونها من سياقها، وينزلونها على
المعنى النفسي الظلماني الذي يملؤه الاستئثار والأنانية، ويدخلون الفروع في الأصول بلا بصيرة من
علم أو فهم، وقد صدق فيهم الوصف النبوي: «يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقولون من
قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، فكان الفهم المغلوط منهجهم
وحمل السلاح وسيلتهم، وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم
اعلموا أن التكفير في حقيقته سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين
مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء
وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان، وحاضرهم شاهد بالحرق والذبح
وقطع الرقاب، في مشاهد لم تجن منها الأمة المرحومة إلا الخراب
وهذه رسالة لكل من ينتمي إلى هذا الفكر الظلامي: هل تستحق أمتك المصونة المرحومة أن تكفر أفرادها؟
كيف تستسيغ نفسك أن تدنس ثوب الإسلام النقي الذي بعثه الله رحمة للعالمين
بالعدوان عليه تفسيقا وتبديعا وتكفيرا؟! قف وقفة مع نفسك، مع فكرك، مع وجدانك
فما زال الأذان يرفع في سماء بلادنا صادحا بالحق والسكينة والأمان، ولا زالت شعائر الإسلام
ظاهرة متألقة تقول للمسلمين: انشروا السلام والأمان في الدنيا؛ فأنتم أبواب الرحمة والإحسان والإكرام للخلق
من جانبه قال الدكتور أسامة الازهرى ،وزير الأوقاف ،في كلمة عقب صلاة الجمعة بمسجد مصر
بالمركز الثقافى الاسلامي بالعاصمة الإدارية ، في أول جمعة تحت إشراف وزارة الأوقاف
ان هذا يوم سعيد حيث تنطلق فيه شعاعات النور من هذا الصرح الاسلامى العظيم
واتقدم بخالص الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، علي قراره الحكيم ، بنقل تبعية هذا المسجد
دعويا لوزارة الاوقاف ، مثمنا اعتناء سيادته بمساجد آل البيت ومسار العائلة المقدسة
وهو ما يعبر عن رسالة مصر الي العالم ، وقد اعتدنا برنامج مكثف من فعاليات دينية وشبابية ومسابقات
فمن هنا سنطلق الخطاب الدعوي المنير وستولد الحضارة
من جديد وستسري معاني الرحمة والترابط بين أبناء مصر وكافة ابناء هذا الوطن
وكانت قد حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة بعنوان: التحذير من خطورة التكفير،
وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التحذير من الفهم
المغلوط للكتاب والسنة وأثره في التكفير، وفي خطوة تاريخية تؤكد اهتمام القيادة السياسية
بتعزيز البنية الدعوية والعلمية في مصر، شهد مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة
حدثًا مميزًا اليوم الجمعة 17 يناير، إذ ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية خطبة الجمعة الأولى
تحت إشراف وزارة الأوقاف، وبحضور وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة ووفود الشباب والجامعات
لتكون الانطلاقة الحقيقية لمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي ودار القرآن الكريم
يأتي هذا الحدث عقب تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على نقل تبعية مسجد مصر الكبير
إلى وزارة الأوقاف، تعزيزًا للدور الحضاري والديني للمساجد الكبرى في مصر، وقد أعلنت الوزارة
عن برامج دعوية وعلمية شاملة تهدف إلى جعل المسجد منارة للفكر الإسلامي الوسطي
ومركزًا لنشر الثقافة الإسلامية الرشيدة
يُعْد المسجد الأكبر في مصر وثالث مسجد في العالم من حيث الضخامة بعد الحرمين الشريفين
وهو على مساحة 476 ألف م٢ ويسْع لـ137 ألف مُصلي والممر الرئيسي بمساحة 2050م٢