أطباء ينجحون في إعادة بناء إبهام شاب باستخدام إصبع من ساقه المبتورة
الأحد ٠٢ - نوفمبر - ٢٠٢٥
في إنجاز طبي نادر، تمكن فريق من الأطباء في مستشفى سير غانغا رام بالعاصمة الهندية دلهي من
إعادة بناء إبهام شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، بعد أن فقده في حادث سير مروع، وذلك باستخدام
إصبع قدم من ساقه المبتورة، وفقا لموقع تايمز ناو
الشاب كان قد تعرض لإصابات بالغة إثر اصطدام دراجته النارية بجرار، ما أدى إلى بتر جزء من ساقه
وإحدى يديه، وبعد فحص الأعضاء المبتورة، تبين للأطباء أن كلا من الإبهام والساق قد تضررا بشدة
نتيجة السحق، لكن الإصبع الثاني من القدم المبتورة ظل سليمًا نسبيًا، فقرر الجراحون استخدامه
لإعادة بناء الإبهام في عملية تعد من أكثر الجراحات الدقيقة تعقيدًا في العالم
وأوضح الدكتور ماهيش مانجال، استشاري أول ورئيس قسم جراحة التجميل والجراحات الدقيقة لليد
بالمستشفى، أن العملية اعتمدت على تقنيات دقيقة للغاية لتوصيل الأوعية الدموية والأعصاب بين
الإصبع المزروع ويد المريض، لضمان استعادة الإحساس والحركة تدريجيًا. وأضاف أن المستشفى
أجرى أكثر من 700 عملية إعادة زرع لأجزاء مختلفة من الجسم، منها أصابع وأقدام وآذان وفروة رأس
لكن هذه العملية كانت من أكثرها تعقيدًا ونجاحًا في الوقت نفسه
وأكد الأطباء أن الهدف من الجراحة لم يكن فقط تجميليًا، بل بالدرجة الأولى استعادة وظيفة اليد
وتحسين جودة حياة المريض بعد الحادث المأساوي الذي غير مجرى حياته وقد تمكن الشاب من
تحريك إصبعه المزروع بعد فترة قصيرة من العملية، وهو الآن يتعافى تدريجيًا ويخضع للعلاج الطبيعي
لاستعادة كامل الحركة
وأشار الدكتور مانجال إلى أهمية التعامل السريع مع حالات البتر بعد وقوع الحوادث، موضحًا أنه
يجب على أقارب المصابين محاولة العثور على الجزء المبتور فورًا، ووضعه في كيس بلاستيكي
نظيف داخل وعاء يحتوي على ثلج، ثم نقله مع المصاب إلى مركز متخصص في إعادة الزرع
خلال أقصر وقت ممكن، لأن عامل الوقت هو الفرق بين النجاح والفشل في مثل هذه العمليات
ما هي عملية إعادة الزرع؟
عملية إعادة الزرع واحدة من أعقد الجراحات الترميمية، وتهدف إلى إعادة توصيل جزء من
الجسم المبتور مثل إصبع أو يد أو قدم، بحيث يستعيد المريض جزءًا كبيرًا من الوظيفة الحركية
والحسية، وتشمل العملية ربط العظام والأوتار والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية
باستخدام أدوات جراحية متناهية الدقة تحت المجهر
ويؤكد الأطباء أن قرار إجراء هذه الجراحة يعتمد على عدة عوامل، منها حالة الجزء المبتور
ومدى نظافة الجرح، ومدة بقاء الجزء خارج الجسم قبل العملية، وحالة المريض الصحية العامة
كما أن العملية طويلة وشاقة، وقد تستغرق من 8 إلى 12 ساعة متواصلة، تليها فترة نقاهة طويلة
تتطلب إعادة تأهيل جسدي ونفسي
نسبة النجاح والعوامل المؤثرة
بحسب الخبراء، فإن الأجزاء المعاد زرعها لا تستعيد وظائفها بنسبة مئة بالمئة، لكن الوصول
إلى 60 إلى 80% من الاستخدام الطبيعي يُعتبر نتيجة ممتازة. وتكون فرص النجاح أكبر لدى
المرضى الأصغر سنًا الذين لم تتضرر مفاصلهم أو أعصابهم بشدة
كما يشير الأطباء إلى أن الحالات التي يكون فيها القطع نظيفًا تكون فرص نجاحها أعلى من تلك
الناتجة عن السحق أو الشدّ. ومع أن معظم المرضى يستعيدون قدرتهم على الحركة بعد فترة
إلا أن بعضهم قد يعاني من زيادة الحساسية تجاه الطقس البارد، وهي ظاهرة شائعة في هذه الجراحات
عملية تمنح الأمل
تعد هذه العملية رسالة أمل لضحايا الحوادث المروعة، وتؤكد التقدم الكبير في جراحات الترميم
والميكروسكوب التي باتت تمنح المرضى فرصة جديدة لاستعادة حياتهم الطبيعية
وأشاد الخبراء بالجهود التي بذلها الفريق الطبي في مستشفى سير غانغا رام، مشيرين إلى أن هذا النوع
من الابتكار الطبي يعكس مدى تطور القطاع الصحي في الهند
وبحسب بيان المستشفى، فإن المريض الشاب يتعافى حاليًا بشكل ممتاز، وقد بدأ يشعر بإحساس خفيف
في الإصبع الجديد، في انتظار استعادة الحركة الكاملة خلال الأشهر المقبلة بفضل
جلسات العلاج الطبيعي المكثفة


