الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
06:43:10am

اختتام جولة مفاوضات "النووى" فى إسطنبول.. محادثات طهران والترويكا الأوروبية للمرة الثانية

السبت ٢٦ - يوليو - ٢٠٢٥

اختتمت إيران جولة المحادثات بشأن البرنامج النووى مع الترويكا الأوربية

(المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) في إسطنبول؛ الجمعة، وهى ثانى جولة محادثات تجمع طهران

بالقوى الغربية منذ حرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وضربت خلالها مواقع نووية

وعسكرية رئيسية، وتدخلت فيها الولايات المتحدة بضرب 3 مواقع نووية إيرانية

وكانت الجولة السابقة في جنيف يونيو الماضى 

 

مثلت جولة اسطنبول فرصة لـ"تصحيح" موقف هذه القوى الأوروبية من برنامج طهران النووي

على حد وصف "خارجية طهران"، في وقت تهدد فيه الدول الأوروبية الثلاث

بإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران

 

وقد توافد ممثلو دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى مقر القنصلية الإيرانية في

إسطنبول، صباح الجمعة، للمشاركة في المفاوضات النووية مع طهران على مستوى

نواب وزراء الخارجية، وقد مثل الجانب الإيراني في هذه المحادثات نائبا وزير الخارجية الايرانيان

كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي

 

تأتى هذه الجولة بينما لا تزال الهوة واسعة جدا بين واشنطن وطهران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم

إذ تعتبر الأخيرة هذه الأنشطة حقّا "غير قابل للتفاوض" بينما تعتبرها واشنطن "خطا أحمر"

 

جددت إيران تأكيدها على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، واصفة إياه على لسان وزير خارجيتها

عباس عراقجي بأنه مسألة فخر وطني، وأكد عراقجي أنه من المهم لهم (الأوروبيين) أن يعلموا

أن مواقف إيران ثابتة وأن تخصيبنا سيستمر

 

وأكد عراقجي أن أنشطة تخصيب اليورانيوم "متوقفة حاليا" بسبب الأضرار "الجسيمة والشديدة"

التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية

 

من جانبه قال نائبا وزير الخارجية الإيراني "أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع مجموعة

الترويكا الأوروبية، واتفقنا على استمرار المشاورات بشأن الملف النووي، وأضافا أن طهران ناقشت

مع دول الترويكا آخر التطورات المتعلقة برفع العقوبات المفروضة على إيران والملف النووي

 

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، أن بلاده اتفقت مع الترويكا الأوروبية

التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على مواصلة المحادثات حول برنامج طهران النووي

 مشيراً عقب الجولة الأولى من المفاوضات في إسطنبول، إلى أن المحادثات

كانت "جادة وصريحة ومفصلة"، فيما أعرب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي

عن تفاؤله بعودة مفتشي الوكالة لإيران خلال العام الجاري

 

العقوبات على إيران

تمثل الدول الأوربية الثلاث بالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين وروسيا، الأطراف الموقعة على

الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، ونص على فرض قيود كثيرة على النووي الإيراني

مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتحدة عن طهران؛ لكن الولايات المتحدة انسحبت عام 2018

من هذا الاتفاق من جانب واحد خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب

وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران

 

وبالمقابل، تمسكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران

مما جنب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها

 

لكن هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتهم اليوم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهددها بإعادة

فرض العقوبات بموجب آلية منصوص عليها بالاتفاق، وبمجرد انتهاء صلاحية هذه الآلية في

أكتوبر المقبل يمكن إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران

 

ومن جانبه وصف كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني، اللجوء إلى آلية "سناب باك"

بأنه "غير قانوني بتاتا" مؤكدا أن الدول الأوروبية أنهت التزاماتها بعدما

انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018

 

وأضاف غريب آبادي لقد حذرناهم من المخاطر، لكننا ما زلنا نسعى إلى أرضية مشتركة

 

عرض أوربى

وقال دبلوماسيون غربيون ـ وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" ـ إن الدول الأوروبية مستعدة لعرض

تأجيل الموعد النهائي المرتقب لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، في حال وافقت الأخيرة

على مجموعة من الشروط، من بينها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتعاون

مع مفتشي الأمم المتحدة المعنيين بالبرنامج النووي

 

ويتعين على الدول الأوروبية الثلاث، الموقعة على الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015

والذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد خلال فترة ولايته الأولى

أن تقرر ما إذا كانت ستفعّل آلية "سناب باك"

 

جولات التفاوض

كانت إيران والدول الثلاث قد أجرت مفاوضات في جنيف، خلال يونيو الماضي، بعد نحو أسبوع من

بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية. حينها أكد عراقجي رفض طهران أي تفاوض عن قدراتها العسكرية

أو أنظمتها الدفاعية، مشدداً على ضرورة حصر المحادثات في الملف النووي فقط

 

وكانت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والتي جرت على 5 جولات قبل الحرب في مسقط وروما

التي كانت ترعاها سلطنة عمان قد توقفت عقب الحرب التى شنتها إسرائيل وهجمات الولايات المتحدة

ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية فوردو، ونطنز، وأصفهان

 

وفى مطلع يوليو الجارى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن مفتشيها

غادروا إيران عائدين إلى مقر الوكالة. وأفادت الوكالة بأن المفتشين كانوا في طهران طوال فترة

التصعيد العسكري الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل الشهر الماضي، والذي تضمن ضربات أمريكية

على المنشآت النووية في إيران

 

وحذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الثلاثاء الماضى، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية

مع إيران إلى "اتفاق يمكن التحقق منه"، فسيتم تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران بحلول 31 أغسطس المقبل

 

ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين، إلى جانب باريس ولندن، تواصل جهودها المكثفة

للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم بشأن الملف النووي الإيراني. وحذرت مجددًا من أنه إذا لم يتم التوصل

إلى حل، في غضون شهر ونصف الشهر تقريبا من الآن، فسيظل خيار تفعيل آلية الزناد مطروحًا

 

كانت إيران قد عقدت اجتماعاً ثلاثياً مع روسيا والصين في طهران، الثلاثاء، على مستوى المديرين

العامين لمناقشة احتمالية تفعيل "آلية الزناد"

 

كما التقى علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الأحد الماضى، لبحث قضايا، بينها البرنامج النووي الإيراني

 

كما حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في منتصف الشهر الجارى

من أن الوقت المتاح لتفعيل آلية الزناد "ينفد"، مشيرة إلى أن الملف سيُناقش في الاجتماع القادم

لمجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي



موضوعات مشابهه