في أوقات كتير بنفتكر إن اللي فات انتهى، لكن الحقيقة إن بعض التجارب الصعبة بتسيب أثر جوّه النفس، وكأنها لسه بتحصل دلوقتي.

هنا بيظهر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) — حالة نفسية بتحصل بعد التعرض لحدث مؤلم زي حادث، وفاة شخص قريب، تحرش، حرب، أو حتى مرض خطير.

٠٠٠٠٠ إيه اللي بيحصل وقتها؟

الدماغ بيحاول يحمي نفسه من الألم، بس بدل ما ينسي، يفضل يعيد المشهد كأنه شريط فيديو مش بيقف.
اللي بيعاني من الاضطراب ده ممكن يحس بـ:

كوابيس أو ذكريات مزعجة عن اللي حصل.

توتر وخوف من غير سبب واضح.

تجنب الأماكن أو الأشخاص اللي تفكره بالحادث.

إحساس دايم بالذنب أو فقدان الثقة في الناس.

اللي حواليه ساعات ما بيفهموش، فيقولوا له "انسى بقى" أو "عدّيها"، لكن اللي عنده اضطراب ما بعد الصدمة مش قادر، مش لأنه ضعيف، لكن لأن دماغه لسه عايش جوّه الموقف القديم.

٠٠٠٠٠ ليه بيحصل كده؟

لما الإنسان بيتعرض لصدمة قوية، بيزيد هرمون "الكورتيزول" الخاص بالتوتر، وده بيأثر على منطقة في المخ اسمها "اللوزة الدماغية" اللي مسؤولة عن الخوف.
بالتالي، الجسم بيفضل في حالة استعداد للخطر حتى لو مفيش خطر حقيقي.

٠٠٠٠٠٠ طيب.. هل في علاج؟

أكيد في.
اضطراب ما بعد الصدمة مش حكم مؤبد، لكن محتاج صبر وعلاج نفسي مناسب.

أهم طرق العلاج:

1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
بيساعد الشخص يفهم أفكاره عن الحدث ويبدّلها بأفكار واقعية وأهدى.

2. العلاج بالتعرض التدريجي:
المعالج بيخلي الشخص يواجه ذكرياته المؤلمة بطريقة آمنة عشان يتخطاها خطوة بخطوة.

3. العلاج بالعين (EMDR):
نوع جديد من العلاج بيستخدم حركات العين لإعادة تنظيم الذاكرة وتقليل الألم النفسي المرتبط بالحدث.

4. الدعم الأسري والاجتماعي:
إن الشخص يلاقي حد يسمعه من غير حكم أو ضغط بيساعده يتعافى أسرع.

5. العلاج بالأدوية (في بعض الحالات):
الطبيب ممكن يوصف أدوية لتقليل القلق أو الاكتئاب المصاحب للاضطراب.

٠٠٠٠٠ وأخيرًا...

التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة مش سهل، لكنه ممكن.
الوقت والعلاج بيساعدوا الجرح يلتئم، بس الأهم إن الإنسان ما يحاولش يواجه لوحده.
لأن الكلام شفاء، والمشاركة قوة، والسكوت وجع.

بقلم: دكتورة داليا خليل اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان