اغتيال السفير الجنوب أفريقي في باريس: جريمة تكشف وجه الموساد الحقيقي

الأربعاء ٠١ - أكتوبر - ٢٠٢٥
بقلم: د. فريد شوقي
عضو منظمة العفو الدولية
شهد العالم يومًا مؤلمًا بسقوط السفير الجنوب أفريقي في باريس من الطابق الثاني والعشرين بأحد الفنادق. حادث لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن النظر إليه على أنه مجرد “قدر” أو “صدفة عابرة”. فالتاريخ الطويل للموساد الإسرائيلي يضع علامات استفهام كبيرة حول هذه الحادثة، خصوصًا في هذا التوقيت الحساس.
جنوب أفريقيا كانت وما زالت في الصفوف الأمامية دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وهي الدولة التي اتخذت خطوة تاريخية جريئة برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. فهل يكون ما جرى رسالة تخويف مبطنة لكل من يرفع صوته بالحق ويقف في وجه الاحتلال؟
سجل دموي للموساد
الموساد الإسرائيلي ليس غريبًا عن الاغتيالات والتصفية الجسدية، فهو يحمل سجلًا أسود حافلًا بالجرائم:
• اغتيال العالم المصري يحيى المشد في باريس عام 1980.
• اغتيال قيادات فلسطينية بارزة، من وديع حداد في بيروت إلى محمود المبحوح في دبي.
• استهداف شخصيات سياسية ونضالية في أوروبا والعالم العربي.
إنها عقلية واحدة: دولة تعيش على الإرهاب، وتصفي بدم بارد كل من يفضح جرائمها أو يواجه احتلالها.
الحق لا يُقتل
لكن، ورغم هذه الجرائم، تبقى الحقيقة واضحة:
لا يمكن للاغتيالات أن توقف مسيرة العدالة، ولا يمكن للدماء الطاهرة أن تُرعب الشعوب.
بل على العكس، كل شهيد يولد معه ألف شاهد جديد على الجريمة، وتزداد عزيمة الأحرار على مواجهة الاستبداد والاحتلال.
أي محاولة إرهاب لن تمنع صوت العدالة من أن يصل إلى محكمة العدل الدولية، ولن توقف صرخة فلسطين وهي تدوي في أرجاء العالم.
رسائل أمل للشعوب
• من يظن أن الاغتيالات توقف مسيرة الحرية فهو واهم.
• قوة الاحتلال في غدره، لكن قوة الشعوب في إيمانها بأن النصر قادم لا محالة.
• فلسطين ستظل عربية… والعدل، ولو تأخر، سيُكتب في النهاية بدماء الشهداء وأصوات الأحرار.
كلمتنا للعالم
إن الموساد يستطيع أن يغتال جسدًا، لكنه عاجز عن اغتيال قضية.
الحرية ستنتصر، والعدالة ستأخذ مجراها، والنصر للشعوب الحرة قادم مهما طال الليل.
إنها معركة وعي وصمود، ولن يسكت صوت الحق مهما حاولوا