الأرض تشهد أقوى عاصفة مغناطيسية منذ 21 عاماً.. رئيس معامل أبحاث الشمس يكشف تأثير البقع الشمسية على الكرة الأرضية

الخميس ٠٦ - يونيو - ٢٠٢٥
تشهد الكرة الأرضية هذه الأيام أكبر عاصفة جيومغناطيسية منذ حوالي 20 عاماً ، حيث وصلت إلى الفئة الخامسة
(G5)
وهو حدث متطرف يمكن أن يتسبب في اضطرابات موقته في الاتصالات والأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع بالعالم. المعهد القومى للبحوث الفلكية أصدر تقريرا عن النشاط الشمسي في الفترة من 8 إلى 10 مايو 2024م
موضحا أنه استمراراً للنشاط الشمسي المتزايد في الأيام الأخيرة ما زالت منطقة النشاط الشمسي لمنطقة البقع الشمسية 3663، وكذلك النشاط المستمر في النمو والغاية في التعقيد للمنطقة 3664 تؤديان
إلى زيادة خطر التوهج الشمسي المترقب حالياً. الدكتور ياسر عبد الهادى، رئيس معمل أبحاث الشمس، كشف إننا حاليا فى الدورة الشمسية رقم 25 من دورة النشاط الشمسى والتى متوسط عمرها 11 سنة بدأت منذ 2019
لافتا إلى أنه مع بداية الدورة الشمسية يكون النشاط الشمسى قليل والبقع الشمسية قليلة أيضا
ولفت إلى أنه نتيجة للنشاط الشمسى الفترة الحالية تم رصد "الأورورا" أو ما يطلق عليها "الشفق القطبى" تزين السماء ربما لأول مرة في المنطقة المدارية القريبة، حيث تم رصده بالقرب من مدينة قسنطينة الجزائرية
التي تقع على خط عرض 36 درجة شمالاً، مما يدل على شدة العاصفة الشمسية التي اشتد أوارها في تصاعد مطّرد منذ نهاية إبريل وبلغت ذروتها القصوى مما أنتج عاصفة مغناطيسية حادة
تسببت في وصول ظاهرة الشفق القطبي (الأورورا) إلى المناطق المدارية القريبة في سابقة غير مشهودة على الأقل في الماضي القريب
ولفت: كان هذا بتأثير العاصفة الشمسية الناتجة عن إحدى المناطق النشطة
على سطح الشمس منذ يوم 30 إبريل ذات الرقم
R3664
والتي مازالت إلى هذه الأثناء تنشط وتنفث مقذوفاتها الكتلية، لافتا إلى أن هذه العاصفة المغناطيسية تعتبر حتى الآن أقوى عاصفة ضربت الأرض منذ عام 2003 ميلاديا
وأشار: وصل الانبعاث الشمسي الأول الصادر من التوهج الأول إلى الأرض يوم الجمعة في الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، وشوهد الشفق القطبي من مناطق واسعة في شمال الكرة الأرضية
وسجلت المجسات الأرضية حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية بلغت قوتها
G5
وذلك يوم الجمعة في الساعة 21:45 بتوقيت غرينتش
وأشار إلى أن هناك متابعات حثيثة لهذه التوهجات والانفجارات لما تسببه من مخاطر على الأقمار الصناعية، والرحلات الجوية القريبة من القطب، فضلا عن التشويش على الاتصالات والمجال المغناطيسي الأرضي
وغيره من المخاطر التي تسببها هذه الظواهر. وأشارت الجمعية الفلكية في تقرير لها، أن الكرة الأرضية تشهد أكبر عاصفة جيومغناطيسية منذ حوالي 20 عاماً، حيث وصلت إلى الفئة الخامسة
(G5)
وهو حدث متطرف يمكن ان يتسبب في اضطرابات موقته في الاتصالات والأقمار الصناعية وانظمة تحديد المواقع العالم، لافته إلى أن الفرصة مهيأة جدا لظهور الشفق القطبي
عند خطوط العرض المنخفضة في المواقع البعيده عن أضواء المدينة
وتابعت في تقريرها: لقد كانت أكبر عاصفة جيومغناطيسية في عصر الفضاء في 13 مارس 1989 ويعرف اليوم الذي جلبت فيه الشمس الظلام
حيث ضرب انبعاث كتلي إكليلي قوي - سحابة من الغاز المتاين- المجال المغناطيسي للأرض، وبعد تسعين ثانية، تعطلت شبكة الطاقة في مؤسسة (هيدرو كيبيك) لتوليد الكهرباء الكندية
وخلال 9 ساعات من انقطاع التيار الكهربائي الذي أعقب ذلك، وجد الملايين من السكان في مقاطعة كيبيك الكندية، أنفسهم بلا ضوء أو حرارة. لقد أصبحت حادثة مارس 1989 الاضطراب النموذجي
لفهم كيف يمكن للنشاط الشمسي أن يسبب انقطاع التيار الكهربائي
ومع ذلك، كانت أجراس التحذير تدق منذ أكثر من قرن، ففي سبتمبر 1859 ضرب انبعاث كتلي اكليلي المجال المغناطيسي للأرض - "حادثة كارينغتون" - ما أدى إلى عاصفة بلغت قوتها ضعف حادثة مارس 1989
حيث تدفقت التيارات الكهربائية عبر أسلاك التلغراف في العصر الفيكتوري ، ما تسبب في بعض الحالات في الشرر واشتعال الحرائق في مكاتب التلغراف
كانت هذه هي نفس نوع التيارات التي تسببت في تعطل شبكة الكهرباء في مؤسسة (هيدرو كيبيك)، وكان بمثابة جرس إنذار للصناعة