الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:24:35am

الإنتماء أهم عنصر من عناصر النجاح

الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥

بقلم : نيفين ياقوت 

في بداية حياتي العمليه عام 1990 كاخصائيه اجتماعيه بمدرسة طالبات بالمرحلة الإعدادية . لم أكن أبدا مثل كثير من الزميلات اللاتي يؤدين عملهن بصوره نمطيه روتينية بلا روح .

فقد تعلمت خلال  دراستي في الجامعه أن مهنة الاخصائي الاجتماعي هي الأعلى شأنا من الكثير من المهن كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وكان هذا أول ما تلقنته في السنه الأولى وكان طبيعي أن افتخر بذلك ، فأحببت دراستي ، وتعمقت فيها لدرجة أني افتخرت بالمهنه  . التي كنت اخجل منها من ذي قبل بسبب السمعه الخاطئة عن مهنة الاخصائي الاجتماعي في مصر . لكنني إذا اقتنعت بشئ ما  بعد البحث والدراسة والتأكد من مميزات هذا الشئ لا أهتم  بما يقال عنه ، وطالما  انتميت  إليه لا يوقفني أحد حتى أصل لتحقيق النجاح والتميز من خلال العمل والجهد بهدف رفعة شأن وسمعة هذه المهنه ومحو الصوره الخاطئه عن دور الاخصائي الاجتماعي في المدارس التي كان يعتبرونه  مجرد وسيلة فقط لعقاب الطلبه المذنبين  أو لمساعدة الطلاب المحتاجين  .

 الأمر الذي ترتب عليه النفور والخوف من مجرد مرور التلاميذ  أمام حجرة التربيه الاجتماعيه خشية إلصاق التهمه بهم !

لم أتقبل هذا الفكر ولم أخضع لهذه السياسات المدرسيه 

تعاملت بالفكر العلمي الذي درسته فطبقته وفرضته حينذاك على القياده المدرسيه التي كانت لم تدرك معنى مهنة الاخصائي الاجتماعي أو ربما لم تجد من يطبق المهنه كما يجب من الاخصائيين الذين تعاملت معهم . فنجحت بإمتياز حينها واستطعت تغيير صورة الاخصائيين الاجتماعيين لدرجة أن أصبح الجميع في المدرسه من إدارة ومعلمين وطالبات لم يقدموا على إتخاذ القرارات الكبرى في المدرسه أو إختيار  مسابقات أو حفلات  وحتى التعاملات لمعالجة المواقف اليوميه  إلا من خلال مكتب التربية الإجتماعية . 

هذا  التغيير والإنجاز لم يحدث في يوم وليله . بل نتاج عمل وعلم وجهد وإخلاص  وحب حقيقي للمهنه ورغبه حقيقيه في مساندة الجميع دون الالتفات للصراعات أو المشاحنات أو الغيره التي لا تخلو من أي مجال مجالات الحياة العمليه ، فهذا سر النجاح . وكان ثمرة هذا اني حصلت على لقب الأخصائية المثاليه على مستوى محافظة الإسكندرية عام 2000  وتسلمت درع التكريم وشهادة التقدير محتفظه بها حتى الآن كأول جائزه حصلت عليها  من وكيل وزارة التعليم . ثم توالت التكريمات خلال حياتي العمليه بفضل الله .

لكن الذي اسعدني حقيقة أن  كنت سبباً من الأسباب لكي يدرك الجميع حقيقة دور الاخصائي الاجتماعي وتغيير الفكره القديمه  وتصحيحها. 

أردت في النهاية  أقول لقرائي الأعزاء ، ليس شرطاً أن تعمل ماتحب ولكن  إذا عملت ينبغي أن تحب ماتعمل . لأنك إذا انتميت إلى هذا العمل يجب أن تحبه وتتقنه فالإنتماء  أول وأهم عنصر من عناصر النجاح.



موضوعات مشابهه