التربية أمانه والتعليم رساله والعمل عباده

الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥
بقلم : نيفين ياقوت
عندما استلمت عملي كمديرة رياض أطفال عام 2001 في إحدى المدارس التجريبيه كانت بالنسبة لي وقتها أول وظيفه قيادية لها صلاحيات إصدار القرارات أو تعديل الإجراءات والرقابه والمتابعة والتقييم فأصبحت مسؤوله عن كل مايخص الروضه كمؤسسه تعليميه أولى وكنت على يقين أن الله وضعني في تلك المسؤولية ليختبرني وأيضاً ليستعملني في خدمة الآخرين .
ومن وقتها ، كنت أضع نفسي دائما مكان أمهات الأطفال بالروضه التي أديرها ، وكنت أشعر بما يشعرون به فلقد كنت يوماً ما مثلهم ، عندما يحضرون فلذات أكبادهم ثم ينصرفون . لم تكن المهمه سهله علي في بداية الأمر فأنا مسؤوله بالكامل عن أكثر من خمسمائة طفل من الساعة السابعة صباحا حتى الثالثة مساء يومياً بكل أنواع المسؤوليه بدءاً من سلامتهم الجسديه والنفسيه إلي تعليمهم وإكسابهم كافة المهارات الحياتية . فماذا ينبغي علي أن أفعل إلا أن أدير المنظومه بحكمه بالغه تجمع بين المرونه والصرامه والملاحظه المستمرة ووضع سياسات واضحه ومفصله ليسير عليها فريق العمل من معلمات وإداريات ، مع تواصل دائم بيني وبين أولياء الأمور للإستماع إليهم وحل مشاكلهم التي تتعلق بأطفالهم .
لم أكن أتحدث عن نفسي كثيراً مما كان يفعل البعض من القيادات بل كانت أعمالي تتحدث عني .حيث أن مؤشر النجاح يقاس بإرتقاء أداء الخدمه وارتفاع المستوى التعليمي والمهاري والتربوي للمتعلم .
كانت مهامي اليوميه تبدأ في الحرص على كل صغيره وكبيره داخل قاعات الروضه وكيفيه تعامل المعلمات مع الأطفال والتحضير اليومي ومطابقته بالواقع وكنت دائمة التوجيه والملاحظه والمحاسبه . لم أسمح بتقسيم الروضه إلى فريقين فريق العاملين بالروضة وفريق أولياء الأمور وكأنهما خصمان يتربص أحدهما بالآخر ! لم أقبل هذا ولم أسمح به وحرصت على إعطاء كل ذي حق حقه باللوائح والقوانين .
إلى أن اكتسبت ثقة أولياء الأمور التي لم أحصل عليها من فراغ . واكتسبت محبة المعلمين الذين كنت أتعامل معهم بعداله وحياديه واكتسبت احترام الرؤساء والقيادات التعليميه .
لكنني لم افعل كل ذلك إلا من منطلق الحرص على الأجيال الجديدة التي علينا مهمة إنشائها النشأه التربويه الصحيحة لنضعهم على أول الطريق الذي ينطلق بهم إلى بوابة الأمان لأوطانهم . إنهم سيتسلمون منا الرايه ثم يأتي اليوم الذي يرعوننا كما رعيناهم .فما نزرعه اليوم سنحصده غداً .
والأهم من ذلك كله هو اليقين بأهمية إتباع الأحاديث النبوية الشريفة التي أوصانا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
كما قال أيضاً " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
ويقول الله تعالى في كتابه العزيز " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
وما يقوله ضميري هو ضرورة إتباع تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية لكي أنال الفوز في الدنيا والآخرة
وأخيراً يمكنني القول بما يفهمه عقلي ويؤمن به قلبي وتحرص عليه جوارحي : إن التربية أمانه والتعليم رساله والعمل عباده .