*التغذية ودورها في تحسين الصحة النفسية*
الثلاثاء ٢١ - أكتوبر - ٢٠٢٥
أصبحت العلاقة بين التغذية والصحة النفسية من المواضيع التي تحظى باهتمام واسع في الأوساط العلمية، إذ لم يَعُد الغذاء يُنظر إليه فقط كمصدر للطاقة والعناصر الغذائية الضرورية للجسم، بل أيضًا كعامل مؤثر في حالة الإنسان النفسية والمزاجية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن نوعية الطعام الذي يتناوله الفرد يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الدماغ ووظائفه الكيميائية والعصبيه
*العلاقة بين التغذية والدماغ*
الدماغ هو أكثر الأعضاء استهلاكًا للطاقة في الجسم، ويحتاج إلى إمداد مستمر من العناصر الغذائية مثل الأحماض الدهنية، الفيتامينات، والمعادن ليعمل بكفاءة.
فعلى سبيل المثال:
أحماض أوميغا-3 الموجودة في الأسماك مثل السلمون والتونة تساعد على تكوين أغشية الخلايا العصبية وتحسين التواصل بين الخلايا الدماغية.
فيتامينات ب (B6، B12، والفوليك أسيد) تلعب دورًا مهمًا في إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي المسؤولة عن تنظيم المزاج والشعور بالسعادة.
الحديد والزنك والمغنيسيوم ضرورية للحفاظ على التركيز والطاقة الذهنية.
*علاقة التغذية والاضطرابات النفسية*
تشير الدراسات إلى أن سوء التغذية أو النقص في بعض العناصر الغذائية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج.
على سبيل المثال:
الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة أكثر عرضة للاكتئاب.
بينما أظهرت الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية (مثل النظام المتوسطي) تأثيرًا إيجابيًا في تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر
*أطعمة تعزز الصحة النفسية*
من أهم الأطعمة التي وُجد أن لها تأثيرًا إيجابيًا على المزاج والصحة النفسية:
1. الأسماك الدهنية (غنية بأوميغا-3).
2. الشوفان والحبوب الكاملة (تساعد في تنظيم سكر الدم وبالتالي المزاج).
3. المكسرات والبذور (مصدر للمغنيسيوم والزنك).
4. الخضروات الورقية (غنية بالفوليك أسيد).
5. الكاكاو الداكن (يزيد من إفراز الإندورفين).
6. الزبادي والمنتجات المخمرة (تحسن من صحة الأمعاء، والتي ترتبط مباشرة بصحة الدماغ عبر "المحور المعوي الدماغي").
*التغذية المتوازنة كجزء من نمط الحياة الصحي*
لا يمكن تحقيق صحة نفسية متكاملة بالتغذية وحدها، بل يجب أن تكون ضمن نمط حياة متوازن يشمل:
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
الحصول على قسط كافٍ من النوم.
تجنب التدخين والكحول.
الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الإيجابية.
فالتغذية الجيدة تعمل جنبًا إلى جنب مع هذه العوامل لدعم الاستقرار النفسي والعاطفي.
*و فى النهاية*
يتضح مما سبق أن التغذية السليمة ليست مجرد وسيلة للحفاظ على الجسد، بل هي أساس لصحة نفسية متوازنة.
فالغذاء الذي نختاره يوميًا يؤثر على طريقة تفكيرنا، ومستوى طاقتنا، وحتى نظرتنا للحياة.
لذلك، فإن الاهتمام بنوعية الطعام يُعد خطوة فعالة نحو تحسين الحالة النفسية وجودة الحياة بشكل عام.
*بقلم . دكتور حسام الدين سامى*


