التنمر بين الأطفال… بداية صغيرة لمشكلة كبيرة
الجمعة ٢٤ - أكتوبر - ٢٠٢٥
مع بداية كل عام دراسي، بيرجع الأطفال بضحكتهم وشنطهم المليانة ألوان وأحلام، لكن أحيانًا وسط الفسحة والضحك بيظهر سلوك صغير في الشكل… لكنه مؤلم في المعنى، اسمه التنمر.
التنمر مش دايمًا ضرب أو شتيمة، ممكن يكون كلمة بتوجع، ضحكة جارحة، أو تجاهل متعمد. طفل بيحس إنه ضعيف، والتاني بيحاول يثبت نفسه على حسابه. والنتيجة؟ قلب موجوع، وثقة بتتكسر.
٠٠٠ ليه الأطفال بيتنمروا؟
الأطفال مش بيتولدوا متنمرين، لكن بيتعلموا السلوك ده من اللي حواليهم:
طفل بيشوف حد في البيت بيتعامل بعنف، فيقلده.
أو بيحاول يعوض إحساس بالنقص أو ضعف داخلي.
أو بيحب يلفت الانتباه بطريقة غلط.
يعني التنمر مش قوة… هو نداء داخلي محتاج احتواء مش عقاب بس.
٠٠٠٠٠ دور المدرسة والأهل
المدرسة مش بس مكان للدراسة، دي بيت تاني لازم الطفل يحس فيه بالأمان.
وده دورنا كلنا: المعلمة، المشرفة، ولي الأمر، وحتى الطلبة نفسهم.
نعلم أولادنا يقولوا "كفاية" لما حد يضايقهم.
ونعلّمهم كمان إن اللي بيتعرض للتنمر محتاج دعم مش سخرية.
نكافئ اللطف، ونشجع التعاون بدل المقارنة.
٠٠٠ مبادرة “اللمسة مش دايمًا أمان”
في كتير من المدارس بنبدأ دلوقتي مبادرة "اللمسة مش دايمًا أمان"
ودي مبادرة هدفها توعية الأطفال إن:
مش كل لمسة معناها حب أو لعب،
ومش كل ضحكة معناها أمان.
الطفل لازم يعرف الفرق بين اللمسة الطيبة (زي سلام أو حضن من الأم أو المعلمة)
وبين اللمسة اللي تزعجه أو تخليه مش مرتاح.
المبادرة دي بتكمل فكرة مكافحة التنمر، لأنها بتعلم الطفل يحمي جسده ومشاعره،
ويفهم إن احترام المساحة الشخصية هو أول طريق للأمان النفسي.
كيف نحمي أطفالنا؟
1. نسمعهم كويس حتى لو الكلام بسيط.
2. نصدقهم لما يحكوا حاجة مضايقاهم.
3. نغرس فيهم الثقة إنهم يستحقوا المعاملة الطيبة.
4. نعلّمهم يقولوا لا لما يحسوا بعدم راحة.
5. نحتفل باختلافهم بدل ما نخلي الاختلاف سبب للسخرية.
٠٠٠٠٠ في النهاية
التنمر مش مجرد تصرف بين أطفال، ده جرح صغير ممكن يسيب أثر كبير لو تجاهلناه.
لكن بالحب والوعي، وبمبادرات زي “اللمسة مش دايمًا أمان”،
نقدر نخلق جيل فاهم معنى الاحترام،
ويكبر بقلب آمن وعقل ناضج.
بقلم: دكتورة داليا خليل
اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان


