العدل يعزف ( سيمفونيته) الخاصة
الجمعة ٣١ - أكتوبر - ٢٠٢٥
هلال عبدالحميد يكتب
وسط أجواء سياسية مضطربة،وتنازعات وتقلبات واستقالات تضرب كل أحزاب الموالاة، وبعض أحزاب المعارضة يعزف حزب العدل سمفونيته الخاصة.
وكحصان أصيل يسابق الزمن، ويقفز قفزات متسارعة في زمن قصير، فيسبق الجميع.
والسمفونية تعني اللحن الطويل المتنوع، الذي يعزفه عدد كبير للغاية من العازفين، الذين يستخدمون الآت موسيقية متنوعة، تنتج عملًا موسيقيًا رائعًا ومتكاملًا لا نشاز فيه.
وهذا ما قصدته في وصفي لعمل حزب العدل بالسمفونية.
الحزب في فترة قصيرة للغاية جذب عضويات متنوعة من حيث السن والتخصصات والمحافظات وكوادر ذات خبرات عالية.
كل هذا التنوع يعمل في منظومة متكاملة، لا نشاز فيها.
الناتج الإجمالي لعمل قيادات وعضويات الحزب تعطيك مؤشرًا بأن هناك منظومة متكاملة لا عملًا فرديًا.
قُبيل الانتخابات كانت هناك مؤشرات على أن ماكينة الحزب ستنتج قماشًا ذا جودة عالية
وجاءت انتخابات الشيوخ لتؤكد هذه الفرضية ، تحركت مقاعد الحزب بالقائمة من عضو واحد في ٢٠٢٠ لـ ٤ بهم تنوع واضح، وإن كان العدد بالقائمة له دلالاته، إلا ان عدد مرشحي الحزب بالفردي كان أكثر دلالة على ثراء وتنوع مرشحي الحزب فقد احتل المرتبة الثالثة بعد حزبين من أحزاب الموالاة: مستقبل وطن وحماة الوطن لعدد وصل لـ ٢٠ مرشحًا موزعين ما بين محافظات الجمهورية: ٦ بالقاهرة،و٢ بالإسكندرية ومرشح بالجيزة ومرشح بالبحيرة، ومرشح بالسويس، و٩ مرشحين بمحافظات الصعيد منهم مرشح بالبحر الأحمر و٣ مرشحين بأسيوط ومرشح بسوهاج ومرشح بكل من قنا و الأقصر وأسوان والوادي الجديد ، لم تكن النتائج مرضية، ولكن الشجاعة كانت واضحة والحصان كان جامحًا، واعتقد ان اتتخابات الفردي بالشيوخ لو سارت بشفافية لحصد الحزب ربع المقاعد التي ترشح عليها على الأقل
كان من المتوقع بعد نتائج الفردي المخيبة للآمال أن تعزف كوادر الحزب عن الترشح لانتخابات النواب، ولكننا وجدنا إصرارًا من الحصان الذي وضعت كل العراقيل أمام مضماره، ولكنه يتخطاها ويواصل الجري جامحًا
فجاءت انتخابات النواب، ليؤكد حصان الرهان الرابح على تفوقه، ليحصد في قائمة النواب ٨ مقاعد، ولم يكن ترشح حسام حسن مفاجأة بالنسبة لي فقد توقعته، فهو بذل مجهودًا مضاعفًا في بناء الحزب، وأثبت أنه أمين تنظيم من طراز رفيع.
ولكن كانت المفاجأة السارة بالنسبة لي هي ترشح الشاب النابه حسين هريدي ، فهو نوعية مختلفة من الشباب الدؤوب المثابر، الشغوف بالتعلم،والذي يعطيك أملًا بأن هذا الوطن ما زال بخير لأن شبابه مستقبله بخير – الحقيقة شكرًا للنائب عبدالمنعم أمام رئيس الحزب على حسن اختياره ، وشكرًا للجنة انتخابات العدل والتي اعتقدت أن العدل اول حزب شكل لجنة انتخابات مبكرًا جدًا وعملت بشكل مبكر ومهني.
أما وعلى المقاعد الفردية فواصل حصان العدل سباقه ليقدم ٤٣ مرشحًا منهم ٢٧ بالمرحلة الأولى بـ ٢٣ دائرة انتخابية بـ ١٢ محافظة منهم ٢٠ مرشحًا بمحافظات الصعيد ومرشح بالبحيرة و٣ بالأسكندرية بالمرحلة الأولى
وبالثانية قدم ١٤ مرشحًا بـ ١٤ دائرة انتخابية بـ ٦ محافظات
واعتقد أن حزب العدل سيحصد عددًا من المقاعد قد يزيد عن ثلث مرشحيه
وعندما تتابعز مؤتمرات حزب العدل ترَ سمفونية آخرى رائعة: الأعداد تصل لعشرات الآلاف والتنظم ينم عن عمل منظم دؤوب
أعرف -عن قرب- قيادات حزب العدل المركزية ومعظم كوادره بالمحافظات، من أسوان جنوبًا للاسكندرية شمالًا، قيادات وكوادر وقواعد وعضويات تعلمك يقينًا بأن هناك حزبًا قويًا منظمًا، يسابق الزمن، وإن صادف مناخًا ديمقراطيًا بعض الشيء فسيكون له شأن كبير.
وعلى الرغم من الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها عبدالمنعم أمام كمعارض شاب ونائب يمتلك أدواته ويسير قدمًا بخطوات ثابته، إلا أن هذه الشخصية المحورية بالحزب لم تمنع التعدد الكبير جدًا بالقيادات المركزية والجغرافية التي تتمتع بثقافة سياسية كبيرة للغاية وبكاريزما لا تقل عن شخصية رئيس الحزب.
أنا لا استطيع تعديد الشخصيات القيادة بالحزب فهم كثر.
أما الأروع في قصة حزب العدل ، أن هناك عشرات، بل مئات الشخصيات من جميع الأعمار بالحزب كان من حقها أن تكون بالقائمة، ولكننا رأيناهم جميعًا يعملون في معركة الحزب الانتخابية وكأنهم هم المرشحون، فلم نلحظ نفورًا، أو حقدًا، أو استقالات، أو ملاسنات ، مما يونبئك بأنك أمام التزام حزبي لم نعهده في حياتنا الحزبية المصرية، وربما كان هذا هو الاختلاف الأهم.
فهل سيكون حزب العدل هو زعيم المعارضة في مجلس النواب القادم ويشكل حكومة الظل التي تستعد قريبًا للحصول على الأغلبية ؟!
وهل سيكون رئيسه هو مرشح الرئاسة القادم أمام مرشح الأغلبية، وهل سنشهد انتخابات تنافسية حقيقية تتيح لكل من تنطبق عليه شروط الترشح للتقدم والمنافسة، أم سنظل ندور حول أنفسنا ؟!
دعونا نراقب


