العلماء يكشفون سر مدافع سينيكا بعد قرون من الغموض
							 
الأحد ٠٢ - نوفمبر - ٢٠٢٥
لعدة قرون، حيّرت الأصوات الغامضة الصادرة من بحيرة سينيكا فى ولاية نيويورك العلماء
والسكان المحليين على حد سواء، حيث تعرف هذه الظاهرة باسم مدافع سينيكا أو طبول سينيكا
وهى عبارة عن دوى قوى يشبه صوت المدافع ينبعث من البحيرة دون سبب واضح، تعود أقدم السجلات
لهذه الانفجارات الصوتية إلى القرن الـ 17، حيث نُسجت حولها الأساطير والفولكلور، اعتقد شعب سينيكا
الأصلى أن الأصوات ناتجة عن غضب إله مقدس من تدنيس أراضى الصيد، بينما ظن المستوطنون الأوائل
أنها طبول أرواح الجنود الذين سقطوا فى حرب الاستقلال الأمريكية
على مدار عقود، حاول العلماء تفسير الظاهرة دون جدوى، فى عام 1934، اقترح الجيولوجى الألمانى
هيرمان فيرتشايلد ما عرف لاحقا بـ نظرية ثوران الغاز الجوفى، مشيرا إلى أن غاز الميثان المحبوس
تحت الأرض ربما ينفجر عبر قاع البحيرة، محدثا صوتا يشبه الانفجار عند اختراقه سطح الماء، رغم دقة
هذا التفسير، ظل دون إثبات عملى بسبب عشوائية الظاهرة وصعوبة رصدها فى الوقت الحقيقى
ما أبقى اللغز قائما لعقود طويلة، بحسب oddity central
التكنولوجيا الحديثة تحل اللغز أخيرا
بين عامى 2018 و2024، أجرى مسح ميدانى شامل لبحيرة سينيكا بهدف توثيق حطام السفن القديمة
الراسية فى قاعها منذ القرن التاسع عشر، وخلال هذا البحث، اكتشف العلماء أكثر من 140 حفرة ضخمة
يتراوح قطرها بين عشرات ومئات الأمتار، اشتبه الباحثون فى وجود علاقة بين هذه الحفر وظاهرة
مدافع سينيكا وتم تأكيد ذلك مؤخرا بعد دراسة تفصيلية باستخدام أحدث المعدات الجيولوجية
الانفجارات سببها تراكم غاز الميثان
أكد فريق مشترك من جامعة ولاية نيويورك وجامعة كورنيل أن الظاهرة ناتجة عن تسرب غاز الميثان
من باطن الأرض، أوضحت التحاليل أن الغاز يتراكم فى الطبقات السفلية من الأرض لسنوات طويلة
إلى أن يصل إلى حد الانفجار، فيخترق قاع البحيرة وينطلق بقوة نحو السطح، وعندما تتحطم
فقاعات الغاز العملاقة على سطح الماء، تُطلق موجة صدمية صوتية قوية تُشبه إلى حد كبير
صوت المدفع، وهكذا، تمكن العلماء أخيرا من تأكيد النظرية القديمة التى طُرحت قبل نحو قرن
ومن الطريف أن منطقة سينيكا معروفة أيضا باحتضانها أكبر قطيع من الغزلان البيضاء فى العالم
ما يزيد من فرادة هذا الموقع الطبيعى الغنى بالأسرار
  

 
 
 
 
 