الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:34:17am

العمل النيابي وحصاد السنين -لماذا قررت الترشح للانتخابات البرلمانية

الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥

بقلم : نيفين ياقوت

لم أتوقع يوماً أن أنخرط في مجال العمل السياسي والإنضمام إلى حزب من الأحزاب والأغرب من ذلك أن أقرر خوض الإنتخابات لعضويه مجلس النواب
عندما سألت نفسي لماذا ؟
وجدتها تمطر علي بعشرات الأجوبة والأسباب والتفسيرات والمبررات التي لم أحدثها بها من ذي قبل . إنما كانت الإجابه هي حقيقة ما بداخل أعماقي ، فلقد عشت طوال حياتي أبحث عن المدينه الفاضله التي لم أجدها إلا في أحلامي وفي قراءتي ، فنشأت أتطلع إلى الأفضل في هذا العالم . أحب المثاليه في كل شيء ، ومن منا لا يحب المثاليه !
لكني كنت على يقين بأن كل إنسان على وجه الأرض خلق من أجل أن يسهم في إصلاح الحياة من حوله بشكل إستمراري دون توقف بل وإعتقادي بأن هذا فرض وعقيده وعباده .
هكذا نشأت وهكذا كنت أمارس حياتي في مختلف مراحلها من منطلق المسؤولية الإصلاحية . ولما سنحت لي الفرصه لإعتلاء المناصب القياديه شعرت بأن هذا هو الدور الذي يناسب أهدافي في الإصلاح والتغيير ومقاومة الفساد من خلال صلاحيات القياده للوصول إلى المعدل الطبيعي للحياة الآدميه .لكن في الحقيقة لم يكن ذلك سهلاً أبدا ، فلكل فعل رد فعل يماثله في القوه ويقابله في الإتجاه . واجهت العراقيل التي تشدني للوراء وعرفت كيف تسير المنظومه . أيقنت عين اليقين أن أمام قائد واحد مصلح يقابله مائة من القيادات المفسدين التي لا تبغي إصلاحا والتي تحارب من يريد الإصلاح ولم يكن ذلك إلا لأغراض ومصالح شخصية معقده .
أيقنت حينها أن منظومة التغيير والإصلاح لن تتنفس الصعداء أو ترى النور إلا من خلال قيادات لها الصلاحيه المطلقه .قيادات هي التي تصدر التشريعات والقوانين والرقابه والمحاسبة . قيادات لن تمنعها البيروقراطيه المقيته ولا القرارات الإدارية التي يتم تفصيلها على مقاس هؤلاء المفسدين الذين تمكنوا من السيطرة على جميع خيوط اللعبه ومن ثم إعاقة عملية الإصلاح والتغيير الحقيقي الذي يحتاجه الوطن والمواطن .
لقد رأيت بعيني وسمعت بأذني الكثير والكثير من الإستفزازات والمظالم والفساد الوظيفي والإداري . ولم تكن لي الصلاحيات الكاملة لكشف المستور ولا محاسبة المفسدين . أيقنت أن المشكله ليست في القواعد أو الإستراتيجية العامة أو القوانين المنظمه للعمل ، المشكله في آلية تنفيذ تلك القوانين . أيقنت أن الحل هو الرقابة والمتابعه المستمرة والمحاسبة السريعه و إعلان أسباب الثواب والعقاب بصفه دائمه ومعلنه ، لكن بشرط تنفيذ ذلك من خلال جهات خارجية حياديه تماماً .. واكرر جهات حياديه تماماً .
لأن منظومة الثواب والعقاب والترقيات والتكليفات التي تدار حالياً في أغلب الجهات الحكومية وخاصة التعليم هي مظاهر شكليه ليس إلا ، وغير نزيهة في الغالب طالما لجنة التقييم والترقيه "منهم فيهم " .
من اجل ذلك كله ، و بعد استخارة المولى عز وجل قررت أن أترشح لعضوية مجلس النواب .



موضوعات مشابهه