الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
06:24:07am

القادة فى الملاجئ والشعب فى مواجهة الصواريخ.. هجوم إيران يفضح "الطبقية الأمنية" فى إسرائيل

الأحد ١٥ - يونيو - ٢٠٢٥

بينما كانت صافرات الإنذار تدوي في شوارع تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، هرع المدنيون بحثًا عن

مأوى يقيهم وابل الصواريخ الإيرانية، بينما كانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قرارها بالفعل

الملاجئ المحصنة محجوزة فقط للنخبة، للوزراء والقادة، لا للشعب

 

فلم يكشف الهجوم الإيراني الأخير فقط هشاشة الدفاعات الجوية، بل فضح منظومة تمييز ممنهجة

تضع حياة النخبة فوق حياة الناس، ففي حين يحتمي الوزراء في ملاجئهم المحصنة ويؤمنون أسرهم

في شقق سرية، يترك المواطنون يواجهون الموت بصدر عار

 

ومع تصاعد حدة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف عمق إسرائيل يومي 13 و14 يونيو

كشفت وسائل إعلام عبرية عن إخلاء عائلات وزراء ومسؤولين كبار إلى ملاجئ تحت الأرض وشقق سرية

بعيدًا عن منازلهم الرسمية، تحسبًا لأي استهداف مباشر من قبل طهران

 

رد الفعل الشعبي لم يتأخر كثيرًا، فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بموجة من الانتقادات الحادة

واتهم نشطاء وجمعيات حقوقية الحكومة بـ"التمييز الطبقي" و"التمييز الأمني"، بعد أن ترك

ملايين الإسرائيليين دون حماية حقيقية، في ظل نقص كبير في الملاجئ العامة والخاصة

خصوصًا في المناطق الفقيرة والقرى العربية

 

 

صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت شهادات لمواطنين علقوا في الشوارع خلال دوي صفارات الإنذار

بعد أن رفضت بعض المباني السماح لهم بالدخول إلى الملاجئ، مما أجبرهم على الاتكاء على

الأرصفة أو الاحتماء خلف سيارات، وأحدهم قال غاضبًا: "الدولة تخلت عنا.. ببساطة لا مكان لنا نحتمي فيه"

 

وعبر ناشطون وجمعيات حقوقية بمواقع التواصل، قائلين إن المدنيين يستحقون حماية مماثلة خصوصًا

في ظل ضعف قدرة الدفاع الجوي على درء كل الصواريخ

 

ودعا منتقدون إلى توزيع دقيق وعادل للاستفادة من الملاجيء العامة، بما في ذلك وضع أولويات

وفق معايير واضحة (مثل الأطفال والمرضى)

وفي حين أن المباني الأحدث في إسرائيل غالبًا ما تكون في المناطق الأكثر ثراءً وتحتوي على ملاجئ

للقنابل داخل الشقق الفردية، فإن المناطق الأخرى في البلاد تفتقر إلى هذه الملاجئ أو تحتوي فقط

على ملاجئ للقنابل في الأحياء

 

كما اشتكى إسرائيليون من نقص الملاجئ الآمنة، متهمين حكومة بنيامين نتنياهو بالتقصير، وذلك على

إثر موجات الرد الإيراني التي طالت مركز دولة الاحتلال، وتسبب في هروب مئات الآلاف

إلى أماكن محصنة، فضلا عن تسببها بدمار كبير في المباني والمنشآت

 

ورغم أن قوانين الدفاع المدني الإسرائيلي تلزم بوجود ملاجئ في كل مبنى جديد

منذ تسعينيات القرن الماضي، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن أكثر من ثلث سكان إسرائيل

لا يملكون أي نوع من الحماية في منازلهم، بينما نحو 50% من الملاجئ العامة غير صالحة للاستخدام

 

وفي ظل تصاعد التهديدات، كشفت تقارير إسرائيلية، منها ما نشرته صحيفة "هآرتس"، أن

الغرف المحصنة لم تصمم لمواجهة ضربات مباشرة، بل لحماية مؤقتة من الشظايا والصواريخ

بعيدة المدى، وأشار تقرير مراقب الدولة في أبريل 2023 أن قرابة نصف الملاجئ العامة

غير مؤهلة للطوارئ، مما يثير الشكوك حول جدوى هذه البنية "الورقية"

 

وتتضارب تصريحات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، ففي حين يتحدث بعضهم عن أن الملاجئ قادرة

على التصدي لمختلف التهديدات بما في ذلك الصواريخ الباليستية، يقر آخرون بأنها مصممة خصيصا

لمواجهة صواريخ سكود قادمة من العراق كما حصل في 18 يناير 1991، ولا تستبعد بعض هذه

التصريحات أن تتسبب الضربات المباشرة للملاجئ في قتل من بداخلها

 

وتتحدث مصادر إسرائيلية عن أن بعض الملاجئ باتت تضم صالات ترفيه، معابد، بل وأماكن للرقص

في مفارقة صارخة بين رفاهية القادة وتعرض المدنيين للموت في العراء

 

كما أن التمييز لا يقتصر على المناصب، بل يمتد إلى الجغرافيا، فمعظم القرى العربية في

الداخل الفلسطيني، تصنف كمناطق مفتوحة، وتفتقر للملاجئ، بل لا تطلق فيها صفارات الإنذار أحيانًا

كما حدث في مناسبات سابقة. ويعتبر مسؤولون عسكريون أن هذه المناطق "تُستخدم" كمواقع لإسقاط

الصواريخ المعادية، في انتهاك صارخ لأبسط معايير الحماية

 

كما توجد غرف محصنة تابعة للأجهزة الحكومية، وبعد عملية طوفان الأقصى التي غزة في السابع من

أكتوبر 2023، أصبحت معظم الاجتماعات الأمنية والحكومية في

تل أبيب تجرى داخل هذه القاعات المحصنة

 

ويعتبر الإسرائيليون الملاجئ خط الدفاع الأخير أثناء الحرب بعد منظومة الدفاع الجوي ذات المستويات

المتعددة والمخصصة لاعتراض الهجمات الصاروخية داخل وخارج الغلاف الجوي

 

وتنظم الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريبات دورية للسكان حول التصرف عند دوي

صفارات الإنذار وكيفية الولوج إلى الملاجئ والمدد الكافية حسب كل منطقة للوصول إلى الملجأ الأقرب

والتصرف في حال عدم توفر ملجأ قريب

 

وتتضمن توصيات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تخزين كميات من المياه والأطعمة

والمستلزمات الطبية الأساسية تكفي لعدة أيام في الملاجئ الخاصة والمشتركة

بينما توفر الملاجئ العامة المياه فقط



موضوعات مشابهه