الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
06:22:26am

اليوم العالمى لمكافحة عمالة الأطفال.. حكاية مصور ساهم فى إقرار قوانين تجريمها

الخميس ١٢ - يونيو - ٢٠٢٥

بينما نحتفل في 12 يونيو باليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال نعود بالذاكرة لقرن مضى

حين ساهم مصور وعالم اجتماع شاب بالكاميرا الخاصة به في إقرار قوانين عمالة الأطفال في

الولايات المتحدة الأمريكية، ليثبت أن الصورة أبلغ من الكلام وأن الكاميرا يمكن أن تكون

آداة حقوقية حين تحملها يد الشخص المناسب

 

في مصنع نسيج بولاية كارولينا الشمالية، كانت الطفلة الصغيرة تقف في خط إنتاج لا ينتهي

من بكرات الخيط، تراقب بعينيها المتعبتين بكرات الغزل الدوارة، فمهمتها

هي مراقبة الخيوط المتقطعة وإصلاحها بسرعة

 

أضافت الصحيفة أن هاين في صورته وثق ما هو أبعد من كونها مجرد طفلة عاملة وإنما وثق الروح

التي تتآكل من الداخل، فكما كتب مؤرخ الفن ألكسندر نيمروف، فإن الضرر لم يكن في يدٍ

ربما تفقد إصبعًا، بل في الحاضر الممل والمستقبل المغلق الذي يحيط بالطفلة، حتى النوافذ

التي أضاءت المشهد بدت عاجزة عن فتح مخرجٍ من المأساة

 

من مصانع النسيج في الجنوب إلى مزارع التبغ في نيو إنجلاند، جاب هاين البلاد، بعين فنان ووعي

عالم الاجتماع، ليوثق بعدسته ما هو أعمق من الصورة، واحدة من أشهر صوره، تظهر طفلًا في

العاشرة من عمره، راكعًا بين صفوف التبغ في مزرعة بولاية كونيتيكت. على الأرض، في الطين

 كان يعمل وهو يفترض أن يكون في المدرسة أو يلهو في حقل مفتوح. هذا الطفل

 مثل كثيرين، لم يملك رفاهية اللعب

 

لم يكن هاين يعمل في جزيرة منعزلة، وإنما جاءت صوره الوثائقية في ظل تصاعد موجة الإصلاح الاجتماعي

بالولايات المتحدة الأمريكية حيث ظهرت كتب مثل "صرخة الأطفال المريرة"، التي انتقدت بشدة

عمالة الأطفال، وبدأت اللجنة الوطنية لمكافحة عمالة الأطفال حملة ضغط مدعومة بصور هاين

ظهرت الصور في مجلات صغيرة، ثم انتشرت، ومعها تحركت النخبة، فروائيون مثل جاك لندن

ومفكرون مثل هـ. ج. ويلز، انضموا إلى الحملة، مما حرك الرأي العام وسرعان ما تبع ذلك

قوانين تجرم تشغيل الأطفال، وتقيد ساعات العمل، وتفرض التعليم الإجباري

 

بعد مئة عام من صور هاين، لا تزال عمالة الأطفال مستمرة في أماكن كثيرة من العالم

لكن الفرق هو أن العيون قد اعتادت المشاهد المؤلمة وصارت الصور مألوفة إلى حد التبلد



موضوعات مشابهه