سوق المزادات العالمية يشهد هوس المليارديرات لشراء عظام الديناصورات

الأحد ١٠ - أغسطس - ٢٠٢٥
في السنوات الأخيرة، شهدت سوق المزادات العالمية ظاهرة لافتة تمثلت في تزايد اهتمام الهواة
والمليارديرات بشراء الهياكل العظمية للديناصورات، حيث وصلت بعض الصفقات إلى عشرات الملايين
من الدولارات، مثل بيع هيكل ديناصور " سيراتوصور" مقابل 44.6 مليون دولار، هذا الهوس باقتناء
بقايا ما قبل التاريخ لا يعكس فقط شغفاً فردياً بالتميز أو الاستثمار، بل يثير جدلاً واسعاً في
الأوساط العلمية حول مستقبل الأبحاث الجيولوجية والبيولوجية
فبينما تعرض هذه الهياكل في صالات فاخرة أو تستخدم كزينة في الفنادق، يحرم الباحثون من فرصة
دراستها في بيئة علمية مفتوحة، مما يعزز مخاوف من خصخصة المعرفة
وتحويل التراث الطبيعي إلى سلعة نخبوية
الملياردير كين جريفين يشترى أحفورة ب، 30.5 مليون دولار
وبحسب ما ذكره موقع " news.artnet"، بيعت حفرية حيوانية ضخمة، يعود تاريخها إلى
ما بين 154 و159 مليون سنة، بلغ ارتفاعها أكثر بقليل من 6 أقدام وطولها قرابة 11 قدمًا
وتحتوي على 139 عنصرًا عظميًا أصليًا، بسعر باهظ بلغ 30.5 مليون دولار، أي خمسة أضعاف
أعلى تقدير قبل البيع والبالغ 6 ملايين دولار
شغف جمع عظام الديناصورات من العصور القديمة
مع ذلك، ليس شغف جمع عظام الديناصورات بالأمر الجديد، يعود تاريخه إلى العصور القديمة
حين قيل إن الإمبراطور الروماني أغسطس، الذي حكم من 27 قبل الميلاد إلى 14 ميلاديًا
جمع مجموعة من العظام الضخمة التي وصفها سويتونيوس بأنها تعود إلى "عمالقة"
إلا أن مصطلح "ديناصوريات"، الذي يعني "السحلية الرهيبة"، لم يكن موجودًا إلا عام 1842
عندما طرحه العالم البريطاني ريتشارد أوين
من يشتري عظام الديناصورات الآن؟
يتراوح المشترون بين هواة جمع التحف والمؤسسات، وحتى الجهات الحكومية، على سبيل المثال
اشترت أبوظبي "ستان"، وهي أحفورة كاملة لديناصور تي ريكس، من دار كريستيز عام 2020
مقابل مبلغ قياسي آنذاك بلغ 31.8 مليون دولار. وسيُعرض هذا العمل في متحف التاريخ الطبيعي الجديد
في العاصمة الإماراتية ، والذي سيُفتتح في ديسمبر 2025 في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات
أصيب المشاهير أيضًا بحمى الحفريات، اشترى أيضًا نجوم هوليوود البارزون، مثل
نيكولاس كيج وليوناردو دي كابريو وراسل كرو، بقايا ديناصورات
الاعتبارات القانونية
تواجه تجارة الأحافير انتقادات مستمرة بسبب جوانبها الأخلاقية والقانونية الضبابية، في الولايات المتحدة
التي تُعدّ من أهم مصادر أحافير الديناصورات إلى جانب الصين، يُسمح قانونيًا باستخراج الأحافير
الموجودة على أراضٍ خاصة، أو بموافقة مالكها، وجمعها وبيعها وتصديرها، يُفسر هذا الإطار القانوني
البسيط نسبيًا سبب كون العديد من أكثر الأحافير مبيعًا في السوق منشأها الولايات المتحدة
يمكن أن تصبح الأمور معقدة إذا تم العثور على الحفريات على أراضٍ فيدرالية أو دول أجنبية
وقد واجه بعض المشاركين في التجارة مشاكل قانونية
عواقب خصخصة المعرفة
إن ازدهار سوق الحفريات التجارية يعني أن المؤسسات والمتاحف التي تسعى للحصول على
هذه العظام ما قبل التاريخ لأغراض علمية وتعليمية تواجه صعوبات مالية بسبب ارتفاع أسعارها
ووفقًا لدراسة أجراها توماس كار، عالم الحفريات في كلية قرطاج، ونُشرت في وقت سابق من
هذا العام، فإن 71 أحفورة من حفريات التيرانوصور ريكس محفوظة في أيدي خاصة
مقارنةً بـ 61 في صناديق استئمانية عامة، ولم يُخصص سوى 11% من العظام المجمعة
تجاريًا للصناديق الاستئمانية العامة، وينقّب صائدو الحفريات التجاريون
عن الحفريات بمعدل ضعف معدل المتاحف
كتب ديفيد هون، أستاذ علم الحيوان بجامعة كوين ماري بلندن، في صحيفة الجارديان
بغض النظر عن آرائكم حول الملكية الخاصة مقابل الملكية العامة، من المستحيل تجاهل
تأثير تجارة الحفريات، إذ إنها تُشجع حتمًا على التنقيب والتصدير غير القانونيين
من الدول التي حظرت مثل هذه المبيعات
وأضاف: ليس من الصعب الشعور بالإحباط الذي يشعر به عالمٌ
يشاهد اكتشافًا أثريًا ثمينًا معروضًا للبيع